للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبتدعة يعتقدون البدع ديناً

المبتدع يعتقد أن البدعة دين؛ لذلك فنحن نحجر على الطرق الصوفية بكل قوة، فهي ضاربة في ظهور المسلمين منذ ظهرت الدولة الفاطمية،.

إنهم يتكئون على هؤلاء المخرفين في تحقيق مآربهم بالشبه التي لا يعتمد عليها إطلاقاً، دعوه يتكلم، إن المجلة هذه تستمر، وهي تحرِّف عقائد المسلمين، وتستهدف الأخيار الأبرار من المسلمين بقصد الطعن في ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب، شيخ الإسلام الذي قال للعلماء عندما ناظروه أمام السلطان قال: من لكم في وقت الشدة غيري؟ وقال: أنبئوني من يقول هذا الكلام، مجرد أنه قال هذا مدحاً لنفسه لا مانع أن يذكر من محاسنه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي) وكان يقول ويقول، وقوله الحق، فقد يضطر الإنسان أن يقول لمن فعله أمام موجات التضليل للجماهير.

الخيرة الأبرار على صفحات الصحف والمجلات، هذا من المحيط بنا مع شدة إنكاره، حتى وإن لم يستجب هذا الإنسان لا بد من إنكاره معذرة إلى الله تبارك وتعالى، لذلك نقاوم كل بدعة، ونحاول أن نرسخ هذا الشعور عند المسلمين، أن البدع تفعل أمامه ولا يشعرون بمصابهم في فقد السنن الحقيقية، كيف يعرف أن هذه بدعة وهو جاهل بالسنة؟!! لذلك لا بد من تعليم الناس خير الهدي، وهو هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تنفيرهم من البدع.

البدعة قرينة الكفر وهي البوابة للخروج من الإسلام.

الجهم بن صفوان ما خرج من الدين إلا ببدعة، والجعد بن درهم ما خرج من الدين إلا ببدعة، وذو الخويصرة ما خرج من الدين إلا ببدعة.

فالمطلوب تعليم الناس السنة والصبر على تعليمهم، فتعليمهم السنن من أعظم القربات إلى الله، أعظم من صلاة النافلة، وأعظم من قيام الليل وصيام النهار والتصدق بكل المال.

لذلك صبر الإمام أحمد بن حنبل على مر الجلد وظل سنتين والأغلال في رجله، فها هو يذكر أكثر مما يذكر آباؤنا وأمهاتنا، نترحم ونترضى عليه أكثر من آبائنا وأمهاتنا، جعله الله لسان الصدق: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ} [الأحزاب:٣٩] .

لذلك الإنسان عندما يتعرض للإرهاق والتعذيب والإهانة يرتفع قدره.

الإمام مالك يضرب ثلاثمائة جلدة حتى خلعت كتفه؛ لأنه أبى أن يفتي بإيقاع طلاق المكره، خلافاً لـ أبي جعفر المنصور والي المدينة والذي كان يقول: إن طلاق المكره يقع، وكان الجلاد يجلد مالك حتى تنخلع كتفه، وهو صابر ولا يبدِّل ولا يداهن.

وكذلك في شأن الإمام أحمد، قال علي بن المديني رحمه الله: وقى الله الأمة من الكفر مرتين: بـ أبي بكر يوم الردة، وبـ أحمد بن حنبل يوم الفتنة.

ولذلك الإمام أحمد لقبوه بالصديق الثاني، فالصديق الأول هو أبو بكر، والصديق الثاني هو أحمد بن حنبل؛ لأنه ثبت في محنة يشيب لها رأس الولدان.

أمير المؤمنين نفسه المعتصم يقول له: (يا أحمد! قلها، يا أحمد! أريد أن أرحمك، فقال: يا أمير المؤمنين! أعطني سنداً من كتاب الله أو من سنة رسول الله أقول به) .

ويدخل عليه عمه، فيقول: (قلها يا أحمد! قلها يا أحمد! كما قالها غيرك، قلها تقية، انج بنفسك، فيقول: يا عم! عرضت نفسي على السوط وعلى النار، فوجدتني لا أتحمل النار) .

عالم أمين على عقائد الخلق، لا بد أن يشعر بها ويتحمل الأذى في سبيلها، ولولا أن العلماء صبروا ما وصلك دين، فلا تتصور أن ما وصل إليك من الدين وصل بسهولة، والله ما وصلك إلا على دماء أناس وأشلائهم وشردوا من ديارهم، وإن لم نقم به كما قاموا فسيبدل الله خيراً منا يبلغون كلمة الله، والذي ينحاز إلى جنب الله يحفظه.

<<  <  ج: ص:  >  >>