للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (سلهم أيهم بذلك زعيم)]

(سَلْهُم) أي: يا محمد! سل هؤلاء القرشيين المشركين، (أَيُّهُمْ) ، من منهم (بِذَلِكَ زَعِيمٌ) ، أي: من منهم الكفيل أو الضامن الذي يضمن لهم أنهم يعيشون آمنين في حياتهم، فكما سلبنا النعمة عن أصحاب الجنة الذين قصدنا لك ذكرهم، فنحن قادرون على سلب النعمة من هؤلاء الذين أمددناهم بأموال وبنين فاستغلوا الأموال والبنين فكذبوا بآياتنا وقالوا عنها أساطير الأولين.

كيف فعلنا بأصحاب الجنة، الذين تعاقدوا على منع المساكين، وحرمان المساكين، وسقنا لك قصتهم مثالاً، فأخبرهم به، وسلهم أيهم ضامن وزعيم أنهم يعيشون ممتعين إلى الممات، ويأتون آمنين يوم القيامة بعد البعث والنشور، {سَلْهُم أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ} [القلم:٤٠] أي: ضامن وكفيل، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء، ولو كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن حسن خلقه) الحديث إلى آخره، فزعيم معناه: ضامن وكفيل.