للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (كلا إن كتاب الفجار.]

{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ} [المطففين:٧] وما المراد بكتاب الفجار؟ هو ذلكم الكتاب الذي كتبت فيه أعمال الفجار.

(كلا إن كتاب الفجار لفي سجين) أي: فهو كتاب مكتوب موضوع في سجين.

{وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ} [المطففين:٨] لتعظيم شأن سجين وتهويل أمرها.

{كِتَابٌ مَرْقُومٌ} [المطففين:٩] ليس معنى قوله (وما أدراك ما سجين * كتاب مرقوم) أن (كتاب مرقوم) تفسير لسجين، سجين شيء وكتاب مرقوم شيء آخر، إنما المعنى: كلا إن كتاب الفجار كتاب مرقوم أي: كتاب مكتوب موضوع في سجين وما أدراك ما سجين، هذا هو المعنى، فكتاب مرقوم ليست تفسيراً لسجين وهذا واضح، أما ما هي سجين؟ فهو سجن في الأرض السابعة السفلى، دل على ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما في قصة نزع روح المؤمن وروح الكافر (أن روح الكافر تصعد فلا تفتح لها أبواب السماء ويقول الله: اكتبوا كتاب عبدي في سجين في الأرض السفلى) ، فهو سجن في الأرض السابعة السفلى، ومن العلماء من قال: هي النار.

{وَيْلٌ} [المطففين:١٠] سبق تفسير ويل {يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} [المطففين:١٠] .

{الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ} [المطففين:١١] المكذبون متعددون فمنهم: مكذب بالبعث، ومنهم مكذب بخبر تخبره إياه، لكن المكذبون الذين تُوعدوا بالعذاب الأليم هم المكذبون بيوم الدين.

{وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} [المطففين:١٢-١٣] أي: قصص وحكايات الأولين كتبوها لك يا محمد! وأنت تمليها على الناس، كما قالوا: {أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا} [الفرقان:٥] أي: طلب من شخص أن يكتبها له {فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفرقان:٥] .