للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بيان المراد بالآيات إذا حملت العاديات على أنها الإبل]

تأويل آخر: أن المراد بالعاديات التي تعدو الإبل التي تأتي مسرعة سرعة زائدة، فتأتي مسرعة من عرفات إلى مزدلفة بعد الحج.

(وَالْعَادِيَاتِ) الإبل التي تعدو من عرفات إلى مزدلفة، {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} [العاديات:١] نفس الشيء يسمع لها صوت {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا} [العاديات:٢] نفس الشيء تستخرج الشرر بأقدامها.

{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} [العاديات:٣-٥] قال بعضهم: إن (جمعاً) هنا هي مزدلفة، فمزدلفة يطلق عليها جمع، وهي أيضاً تغير في الصباح، أي: تتجه من مزدلفة إلى منى بعد الفجر، وهنا تأويلان للآية: من العلماء من نزل العاديات على الخيل.

ومنهم من نزلها على الإبل.

والأمر في هذا قريب.

ومنهم من نزلها على القتال.

ومنهم من نزلها على الحج، والأمر يحتمل الاثنين معاً كذلك، والتفسير بالعموم أولى من التفسير بالخصوص.

وهذا القول الأخير على ما يحضرني مروي عن علي رضي الله عنه.

{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} [العاديات:٥] ، إما بالجمع الذي هي جموع العدو، وإما جمع التي هي مزدلفة.