للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (قل أعوذ برب الفلق)]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: فسورة الفلق تقرأ مع سورة الإخلاص في عدة مواطن.

ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قول شذ فيه عن سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أنه كان يرى أن سورة: (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) ليستا من القرآن، إنما أمر النبي أن يقول فقال، ولم يثبتها ابن مسعود في مصحفه، وجمهور الصحابة أثبتوا هاتين السورتين في مصاحفهم على النمط الذي هي فيه الآن.

وقد أجاب أبي بن كعب على ذلك، فقال: (سألت الرسول، فقال لي: قل، فقلت كما قال لي) .

ما معنى: (الْفَلَقِ) ؟ الفلق هو كل شيء ينفلق عن الشيء الآخر، أي: ينفصل عنه، فالصبح ينفلق عن الليل، قال الله: {فَالِقُ الإِصْبَاحِ} [الأنعام:٩٦] ، والحب ينفصل عن النوى، {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} [الأنعام:٩٥] ، ومنه قول العامة: (أفلق رأسك) ، أي: أفصله عن بعضه، فالفلق كل شيء يفصل، ورب الفلق هو: رب الشيء الذي ينفصل عن الشيء، هذا من الناحية اللغوية، لكن الفلق هنا في هذه السورة الكريمة المراد به الصبح عند أكثر أهل العلم.

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق:١] الفلق: الصبح، ودليله: {فَالِقُ الإِصْبَاحِ} [الأنعام:٩٦] .

((قُلْ أَعُوذُ)) أي: ألجأ وأستجير.