للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفسير قوله تعالى: (لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا)

قال تعالى: {لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} [النساء:١١٨] .

السؤال

هل يستحب الإكثار من لعن الشيطان أو أن الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُتبع؟ وهل يستحب بدلاً منه: الإكثار من ذكر الله؟

الجواب

الظاهر الأخير، أنه يستحب الإكثار من ذكر الله عز وجل؛ وذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام كما في سنن أبي داود وغيره بسند صحيح: (رأى رجلاً سقط من على الحمار فلما سقط الرجل قال: تعس الشيطان -وهذه مسبة للشيطان- فقال عليه الصلاة والسلام: لا تقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم حتى يكون مثل الجبل، وقال: بقوتي صرعته، ولكن قل: باسم الله، فإنك إذا قلت: باسم الله؛ تصاغر حتى يكون مثل الذباب) ، لكن وردت مواطن لعن رسول الله فيها الشيطان.

وهذه الآية الكريمة فيها لعن الشيطان، ولما جاء إبليس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي يصلي بالليل بشهاب من نار ليقذفه في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: (ألعنك بلعنة الله التامة؛ ثلاث مرات) ، فالمواطن التي ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن الشيطان فيها؛ نلعنه فيها، أما التوسع في ذلك كأن تجعل لك ورداً وحزباً من لعن الشيطان، فتقول: لعنة الله على الشيطان، لعنة الله على الشيطان، لعنة الله على الشيطان.

فلم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك.