للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أحداث عودة إخوة يوسف إلى أبيهم]

قال الله عز وجل: {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ} [يوسف:٦٢-٦٣] ، وهل منع منهم الكيل حقاً؟ لا، ذلك أن يوسف عليه السلام جهزهم بجهازهم -كما سبق- وزيادة في الفضل منه رد إليهم أموالهم وبضاعتهم، فكيف قالوا إذاً: (يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ) ؟ وجه

الجواب

أنهم قالوا: منع منا الكيل باعتبار ما هو آتٍ، أي: يا أبانا! سيمنع منا الكيل، ولهذا نظائر في كتاب الله، فيطلق الشيء واللفظ باعتبار ما هو آتٍ كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء:١٠] ، فأطلق على أموال اليتامى ناراً باعتبار ما ستئوول إليه، وكذلك تقدم قول السجين ليوسف عليه السلام: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا} [يوسف:٣٦] ، أي: أراني أعصر عنباً فيئول العنب إلى خمر، فأطلق على العنب خمراً باعتبار ما ستئول إليه.

فقولهم: (يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ) ، أي: يا أبانا سيمنع منا الكيل.