للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفسير قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ)

قال تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ} [الذاريات:٤٧] أي: بقوة، ومن العلماء من قال: إن المراد (باليد) هنا الجارحة، لكن القول الأقوى هنا أن المراد باليد: القوة وليس في هذا نفي صفة اليد عن الله سبحانه، بل هي ثابتة بنصوص أخرى، لكن قد جعل بعض العلماء خلق آدم بيده تكرمة لآدم، مما اختص به صلى الله عليه وسلم؛ لأن أهل الإيمان يقولون له: (أنت آدم الذي خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، اشفع لنا إلى ربك) ، قال تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ * وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ * وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الذاريات:٤٧-٤٨] ، فلا يقتصر خلق الزوجين على الذكر والأنثى فحسب بل كل شيء كذلك، فالخير والشر متقابلان، والحر والبرد متقابلان والمعروف والمنكر كذلك، والإثم والعدوان والبر والتقوى كذلك، فمن كل شيء خلق الله سبحانه وتعالى زوجين حر وبرد، كر وفر.

إلى غير ذلك مما ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه، سماء وأرض، ذكر وأنثى، لكن: (هو سبحانه وتر يحب الوتر) ، سبحانه وتعالى.