للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أقوال العلماء في تعدد قبيلة عاد]

قوله تعالى: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى * وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى} [النجم:٥٠-٥١] ، اختلف العلماء في عاد هل هما عادان أم عاد واحدة؟ من أهل العلم من قال: إن عاداً عادان: عاداً الأولى: وهي التي أُطلِق عليها إِرم كما قال سبحانه: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} [الفجر:٦-٧] ، فهي قبيلة إرم بن سام بن نوح؛ فعاد الأولى هي عاد التي أبوها إِرم.

وأما عاد الثانية: فهي التي كانت تسكن الأحقاف، كما قال تعالى: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ} [الأحقاف:٢١] ، وهي بلاد حضرموت باليمن.

ومن العلماء من قال: إنها عاد واحدة، وليست هناك عاد أولى وعاد أخرى، إنما عاد قبيلة واحدة أُطلِق عليها (عاداً الأولى) باعتبار ترتيبها الزمني بالنسبة للأمم التي جاءت من بعدها.

فليست هناك على هذا التأويل الثاني عاد أولى وعاد آخرة، إنما هي عاد واحدة، وهي المنسوبة إلى إِرم بن سام بن نوح، وهي نفسها التي كانت تسكن الأحقاف، وأُطلِق عليها الأولى باعتبار تقدمها على سائر الأمم التي ذكرت في كتاب الله سبحانه وتعالى، كثمود وأصحاب الأيكة وقوم تبع وغير ذلك من القبائل.