للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مقتل علي بن أبي طالب على يد الخوارج]

أيها الأحباب: اتفق الخوارج على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص، ونجح عبد الرحمن بن ملجم في مهمته الحقيرة الخطيرة، وطعن علياً رضي الله عنه بسيف مسموم سمه شهراً كاملاً, طعنه وهو في الكوفة يخرج ليمشي في الشوارع والطرقات ليوقظ الناس بنفسه -وهو أمير المؤمنين- لصلاة الفجر, فطعنه المجرم الذي طعنه وهو يقول: يا علي! أتريد أن تحكم في كتاب الله أصحابك؟ إن الحكم إلا لله.

وظل يردد هذا الوقح قول الله جل وعلا: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة:٢٠٧] أسمعتم إلى هذا الهراء وإلى هذا الكذب؟ باسم الدين يقتل علي؟! باسم الدين يقتل عثمان؟! باسم الدين يقتل الحسن والحسين؟! إنه الكذب والزهد الكاذب, والورع المغلوط المقلوب, يقرأ قول الله وهو يقتل علياً: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة:٢٠٧] .

وقتل علي رضي الله عنه ونام على فراش الموت وهو يردد: لا إله إلا الله, وظل يرددها مرات كثيرة حتى لقي الله جل وعلا ولسانه غظ طري بكلمة التوحيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>