للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عواقب ترك منهج الخالق سبحانه وتعالى والتصورات الفاسدة لحقيقة الألوهية]

أيها الأحبة! لما تحدى الإنسان خالقه وأراد لنفسه أن يضع لها منهجاً تربوياً شاملاً كاملاً وقع في أخطاء فاضحة، ففي الجانب العقدي: وضعت هذه المناهج التربوية المنحرفة تصورات فاسدة لحقيقة الألوهية، وانتبه! فمن بين هذه المناهج المنحرفة حينما تحدَّت منهج الله الخالق من عبد الشمس واتخذها إلهاً له من دون الله، وانظروا -يا أحبابي- إلى قيمة وقدر العقل البشري حينما ينفصم عن المنهج الرباني.

ذهبنا إلى أمريكا وكندا وفرنسا، فرأينا العقل البشري قد وصل إلى قمة الإبداع، ناطحوا السحاب، وغاصوا في أعماق البحار، وفجروا الذرة، وحولوا العالم كله إلى قرية صغيرة عن طريق هذه التقنية المذهلة في عالم الاتصالات والمواصلات، وبالرغم من ذلك قلت لهم حينما رأيت المعصية، ورأيت الدعارة والفسق والانحلال في كل مكان، في السيارة والطيارة، في القطار والمطار، في الفندق والجريدة والتلفاز، في كل مكان، نظرت إلى أحبابي من حولي وقلت: اسجدوا لله شكراً، وانظروا إلى هذه العقول عرفت كل شيء في الكون إلا خالقها.

وأنت -أيها المسلم- البسيط، انظر إلى أبي وأبيك، رجل فلاح لم يذهب إلى جامعة، ولم يتخرج من كلية، ولم يأخذ الماجستير، ولم يحضر الدكتوراة، وبالرغم من ذلك فإنه ساجد شاكر لمولاه.

أي نعمة هذه؟! وأي فضل علينا؟! إنه فضل الله ابتداء وانتهاء:

ومما زادني فخراً وتيهاً وكدت بأخمصي أطأ الثريا

دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيا

<<  <  ج: ص:  >  >>