للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كان عرق النبي صلى الله عليه وسلم أطيب من المسك]

نعم كان عرق الحبيب صلى الله عليه وسلم أطيب من المسك، روى مسلم في صحيحه، وأحمد في مسنده وغيرهم: (عن أم سليم رضوان الله عليها أن النبي عليه الصلاة والسلام كان عندها في وقت الظهيرة يوماً، وكان الجو شديد الحر، فعرق رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ فجاءت أم سليم رضي الله عنها بقارورة (زجاجة) ، لتسلت العرق في هذه الزجاجة، فاستيقظ النبي عليه الصلاة والسلام، وقال: ما تصنعين يا أم سليم؟! قالت: عرقك أطيب طيبنا يا رسول الله!) .

وتعال انظر إلى أم معبد رضوان الله عليها، التي شرفت وكرمت بأن دخل الحبيب صلى الله عليه وسلم خيمتها يوم الهجرة، وهي لا تعرف رسول الله عليه الصلاة والسلام، ودخل الخيمة، وكانت لا تملك شيئاً إلا الشاة التي كانت لا تحمل لبناً؛ لأنه لم ينز عليها الفحل بعد، ولما سألها الصديق رضوان الله عليه هل من طعام أو شراب؟ قالت: والله! لا أملك إلا هذه الشاة التي لم يسر اللبن في ضرعها بعد، ومسح النبي صلى الله عليه وسلم على ظهر هذه الشاة، وسال اللبن، وتحرك الضرع بهذا اللبن الغزير الوفير؛ فتعجبت هذه المرأة من هذه البركات التي حلت عليها وعلى خيمتها!! من هذه الإشراقات والأنوار الربانية التي حلت بدخول سيد البشرية في خيمتها!! فلما انصرف النبي عليه الصلاة والسلام ورجع زوجها؛ وجد أن الأمر فيه شيء، وأن الوضع متغير.

يا أخي! لو دخل مصعب بن عمير رضوان الله عليه شارعاً من الشوارع وطريقاً من الطرقات، كان أهل الطريق يعرفون أن مصعبا قد دخله لطيبه وريحه، فما ظنك بطيب الطيب صلى الله عليه وسلم!! ونحن قد قلنا: إن عرقه أطيب من الطيب عليه الصلاة والسلام، فلما عاد زوج أم معبد سألها، فقصت عليه، قال: لعله الرجل الذي خرج في مكة -وهو لا يعرفه- صفيه لي يا أم معبد! وانظر إلى المرأة العربية البدوية، تصف الحبيب صلى الله عليه وسلم وصفاً عجيباً، فتقول ببساطة: (رجل ظاهر الوضاءة، مليح الوجه، حسن الخلق، إذا صمت فعليه الوقار، وإذا تكلم علاه البهاء -عليه الصلاة والسلام- أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظراً) تعبير عجيب؛ غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظراً! قال الشاعر: أغر عليه للنبوة خاتم من نور يلوح ويشهدُ وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهدُ وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمدُ صلى الله عليه وسلم.

لا أريد أن أطيل النفس في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فنحتاج إلى لقاءات ولقاءات.

<<  <  ج: ص:  >  >>