للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم أكل ذبائح أهل الكتاب المعاصرين]

السؤال

أحل الله لنا ذبائح أهل الكتاب، ولكن من المعلوم أن بعضهم يعتقد أن عيسى عليه السلام ابن الله، فهل تؤكل ذبيحة مثل هؤلاء؟

الجواب

أحل الله الذبائح، ولكن بشروط، منها: أن يكونوا كتابيين حقيقة، ففي زماننا هذا يتسمون بأنهم كتابيون وليسوا كذلك، والله قال: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} [المائدة:٥] ، فدل ذلك على اشتراط كونهم كتابيين حقيقة، ومنها: أن يذبحوا ذبحاً شرعياً بالسكين الحادة في موضع الذبح، وهذا ما كانوا عليه.

ومنها: أن يذكروا اسم الله عند الذبح، وهذا من شريعتهم، والمتمسكون بشريعتهم النصرانية الأصلية أو باليهودية الأصلية من عقيدتهم أو من دينهم عدم حلهم لما مات حتف أنفه، وعدم حل ما لم يذبح في الحلق، فهم لا يأكلون إلا ما ذكر اسم الله عليه، وكذلك أيضاً لا يأكلون -كما في شريعتهم- إلا ما ذبح ذبحاً شرعياً.

فإذا وجد في هذه الأزمنة من يذبح ذبحاً غير شرعي ولو قال: إنه كتابي -بل لو قال: إنه مسلم- فلا تؤكل ذبيحته، كالذين يذبحون بالصعق الكهربائي مثلاً، أو بالغمس في الماء الحار ثم بقطع الرأس بعد الموت، أو الذين يضغطونها إلى أن تموت ويحافظون على أن يبقى دمها فيها حتى يزيد في وزنها، لا شك أن هؤلاء ليسوا كتابيين حقيقة، أما لو كانوا كتابيين متمسكين -حتى لو قالوا: عيسى ابن الله- فإن العبرة بالذبح، أما عقائدهم فلهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>