للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حال ضعاف العقيدة]

إذا ضعفت هذه العقيدة في القلب كانت عرضة للزوال وللتزعزع؛ ولأجل ذلك كثير من الناس الذين لم ترسخ العقيدة في قلوبهم ينحرفون بسرعة ويرجعون القهقرى ويكفرون بعد إيمانهم؛ حيث إنهم لم يصلوا إلى اليقين الذي هو اليقين الحقيقي؛ لأن اليقين هو الإيمان كله كما ورد عن بعض السلف أنهم قالوا: الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله.

فاليقين هو الاعتقاد الصادق.

وقد ذكر الله تعالى بعض الذين لم ترسخ العقيدة في قلوبهم، وذكر أنهم يتزعزعون وينحرفون، قال الله تعالى: {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ} [الحج:١١] ، هكذا حال بعض الذين لم ترسخ العقيدة في قلوبهم، دخلوا في الإيمان ولكن دخولهم كان كتجربة، ينظرون في هذا الدين فإن جاء بما يوافق أهواءهم وما يحبونه ساروا مع أهله وإلا رجعوا إلى ما كانوا عليه، فإن أصابهم خير من نصر ورزق وفتح ومال وإقبال الدنيا عليهم وما يسرهم من زهرة الدنيا وزينتها اطمأنوا وساروا على ما هم عليه من معتقدهم ولو كان ضعيفاً.

أما إذا ابتلوا وأصيبوا في أموالهم وأبدانهم بشيء من المصائب فما أسرع رجوعهم وما أسرع انقلابهم على أعقابهم، فأحدهم إذا أصابته فتنة أو أوذي أو اضطهد أو نحو ذلك انقلب على عقبيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>