للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القناعة بالزوجة وعدم التطلع إلى غيرها]

القناعة والرضا بالزوجة وعدم الاستجابة لدعاة التبرج ودعاة الفتنة والسفور، وذلك بالنظر إلى النساء، وهذا حال بعض من الرجال من النظر إلى النساء في الأفلام، والتلفاز، والمجلات، وقد زيفتها الألوان والمكياج وغير ذلك، ونفخ الشيطان ببعض الرجال فقارن وصور زوجته العفيفة الطاهرة بتلك السافرات العاهرات، وأطلق ذلك الرجل لبصره العنان في تتبع هؤلاء النساء يقول الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور:٣٠] .

ولا شك أن ذلك شر مستطير، وسبب أكيد في تدمير كيان الأسرة، وهذا أمر ملموس ومشاهد، وعلاج ذلك ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من حديث جابر: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأةً فأتى زينب وهي تمعس منيئةً لها -أي تدلك جلداً- فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه فقال: إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأةً فليأت أهله؛ فإن ذلك يرد ما في نفسه) .

أخرجه مسلم في صحيحه.

هذا علاج لا نبحث عنه في المجلات الطبية ولا المجلات الأسرية، إنما نبحث عنه في سنته النبوية صلى الله عليه وسلم.

والنفس دائماً ترغب في كل جديد، خاصةً عند الرجل، وكما يقال: كل ممنوع مرغوب، ولو ملك الرجل أجمل النساء ثم سمع بامرأة أخرى لتهافتت نفسه ولزه شيطانه، ولم أجد مثل القناعة والرضا حلاً لذلك.

ولذلك نهى صلى الله عليه وسلم الرجل أن يطلب عثرات زوجته، فأخرج مسلم من حديث جابر قال: (نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً أن يتخونهم أو يلتمس عثراتهم) .

إنما على الزوج أن يغض الطرف، وأن يقنع بما وهبه الله إياه، ولينظر إلى من هو أسفل منه؛ ليزداد قناعةً ورضا، وليشكر نعمة الله عز وجل عليه.

ثم إني أقول لك أيضاً: إن بليت بمثل هذه الأمور، وبمثل حديث النفس هذا، فالجأ إلى الله عز وجل بالدعاء ولسان حالك يقول كما قال الحق عز وجل على لسان يوسف عليه السلام: {وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ} [يوسف:٣٣] .

إذاً: ادع الله عز وجل وألح بالدعاء وأنت موقن بالإجابة؛ لأن الله تكفل فيها ليوسف عليه السلام، فقال: {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [يوسف:٣٤] .

<<  <  ج: ص:  >  >>