للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الاعتذار والرجوع إليه عند الخطأ]

إن المرأة بشر، وهي عرضة للتقصير في حق زوجها مهما حرصت، فكيف هي إذا أهملت أو غفلت عن هذا الحق؟! ولذلك فمن أعظم الأساليب التي تعوض بها المرأة هذا التقصير: الاعتذار للزوج، والرجوع إليه عند الخطأ.

وإني على يقين أن أحلى كلمة يسمعها الرجل من زوجته هي عندما تعتذر إليه مهما كان الخطأ.

وهذا ليس إذلالاً للمرأة كما تتصوره بعض النساء، ولا تكبراً من الرجل كما يصوره الشيطان وأعوانه، إذاً فلماذا؟! لأن نفس الرجل جبلت على محبة المرأة والفتنة بكلماتها، وإن كلمة التأسف، والاعتذار من الزوجة لزوجها، لها سحر عجيب وتأثير غريب، مجرد كلمات طيبات، وفجأةً ينقلب الغضب إلى رضا، والعبوس إلى ابتهاج، فيصبح الأسد حملاً وديعاً وتتحول الحمرة من حمرة غضب إلى حمرة خجل! مسكين أنت أيها الرجل! كل ذلك سببه السحر الحلال الذي أنعم الله عز وجل به على المرأة المسلمة.

فعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العئود على زوجها، التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول: لا أذوق غمضاً حتى ترضى!) أخرجه النسائي وغيره، وله شاهد أيضاً من حديث أنس أخرجه الطبراني في الصغير وهو حسن بمجموعهما كما في الصحيحة للألباني.

قال المناوي في فيض القدير: فمن اتصفت بهذه الأوصاف منهن، فهي خليقة بكونها من أهل الجنة، وقلما نرى فيهن من هذه صفاتها.

اهـ.

فأين أنت أيتها الصالحة لتكوني من أهل الجنة؟! لماذا تحرمين نفسك أن تكوني من أهل الجنة؟! اسمعي أيتها المباركة! نعيم في الدنيا بالسعادة الزوجية، ونعيم في الآخرة بأن تكوني من أهل الجنة، فقط اتصفي بهذه الصفات: الودود المتحببة إلى زوجها، الولود كثيرة الأولاد، العئود المعتذرة الراجعة لزوجها عند التقصير.

أيتها الحانية! إنها كلمات: فقط استعيذي بالله من الشيطان، وجاهدي النفس الأمارة بالسوء، وجاهدي ذلك الكبر الذي قد يحصل في النفس عند الغضب والخلاف، ثم ضعي يدك في يد زوجك وعندها يقع السحر فتصفو الحياة، وهكذا عند كل خلاف، وعند كل غضب، فالعلاج بيدك.

وإياك إياك من تفريق الشمل ونكادة العيش، فالبيت السعيد ليس الذي خلا من المشاكل، بل الذي عرف كيفية علاجها والتعامل معها.

<<  <  ج: ص:  >  >>