للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إعانته على طاعة الله وحثه على فعل الخيرات]

وإليك أيتها الصالحة هذه الوصية فأقول: كل خلاف يجري بين الزوجين؛ إنما هو بمعصية الله، فاحذري المعاصي وطهري بيتك من كل ما يغضب الله، واسمعي قول الله عز وجل: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى:٣٠] .

فما أعظم نتائج السحر الحلال، وتأثيره يوم أن تكون بجمالها ورقتها وأنوثتها، وعذوبة ألفاظها وحسن تعاملها؛ سبباً في صلاح زوجها وإعانته على طاعة الله، وحثه على الأعمال الصالحة، وإلا فاحذري! فإن من أعطاك هذه النعم قادرٌ على إزالتها (بكن فيكون) فكوني شاكرةً لهذه النعم، وتذكري قول الحق: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم:٧] .

تذكري وانظري إلى من حولك من النساء، كم من البيوت هدمت بسبب كثرة المعاصي اللاتي يقعن فيها أو اللاتي امتلأت البيوت بها، فانتبهي رعاك الله! - جمعتنا الطاعة وفرقتنا المعصية: واسمعي أيتها الغالية، قالت: كنا معاً في أطيب حال وأهنأ بال، كُنَّا زوجين سعيدين متعاونين على طاعة الله، وعندنا القناعة والرضا، طفلتنا مصباح الدار، ضحكاتها تفتق الزهور، إنها ريحانة تهتز، فإذا جن علينا الليل ونامت الصغيرة قمت معه نسبح الله، يؤمني ويرتل القرآن ترتيلاً، وتصلي معنا الدموع في سكينة وخشوع، وكأني أسمعها وهي تفيض قائلةً: أنا إيمان فلان وفلانة! وذات يوم أردنا أن تكثر الفلوس؛ اقترحت على زوجي أن نشتري أسهماً ربويةً لتكثر منها الأموال فندخرها للعيال، فوضعنا فيها كل ما نملك حتى حلي الشبكة! ثم انخفضت أسهم السوق، وأحسسنا بالهلكة فأصبح الريال قرشاً، وشربنا من الهموم كأساً، وكثرت علينا الديون والتبعات، وعلمنا أن الله يمحق الربا ويربي الصدقات، وفي ليلة حزينة خوت فيها الخزينة؛ تشاجرت مع زوجي فطلبت منه الطلاق، فصاح: أنت طالق أنت طالق! فبكيت وبكت الصغيرة، وعبر الدموع الجارية، تذكرت جيداً يوم أن: جمعتنا الطاعة وفرقتنا المعصية.

إذاً: فيا أيتها الزوجة! لا يختلف اثنان على أن المعصية تجلب الهم والغم، وتولد الشقاء والتعاسة، وتجلب سواداً في الوجه وقسوةً في القلب، وتتبدل السعادة إلى شقاء والحب إلى كره إلى غير ذلك.

قال أحد السلف: إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق امرأتي ودابتي.

وقال ابن القيم: وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن، في الدنيا والآخرة، ما لا يعلمه إلا الله.

ومن المعاصي التي انتشرت وكانت سبباً في شقاء كثير من البيوت: أولاً: ترك الصلاة وتأخيرها عن وقتها وخاصةً من المرأة.

ثانياً: امتلأت البيوت بوسائل الإعلام الفاسدة: التلفاز، الفيديو، وربما الدش.

ثالثاً: مشاهدة الأفلام واستماع الأغاني، وشراء وقراءة المجلات الماجنة.

رابعاً: دخول السائق والخادمة إلى المنزل بلا ضرورة.

خامساً: الخروج إلى الأسواق بملابس الزينة وبدون محرم.

سادساً: الأزياء الفاضحة، والتشبه بالكافرين، وغيرها من الآثام والمعاصي.

اعلمي أيتها الزوجة! أن دور الزوجة في تقوى زوجها المسلم، وثباته على دينه، وعطائه لدعوته دور هام وخطير، وإنا نعلم أن عدداً غير قليل من الشباب الدعاة المتحمسين الباذلين، بردت حماستهم، وقل بذلهم بعد زواجهم، حتى إن بعض الإخوة وصف الزواج بمقبرة الدعاة! وعلى هذا فإن دورك -أيتها الأخت المتزوجة- في زيادة إيمان زوجك أو نقصانه دور فعَّال، فاحرصي دائماً على تذكير زوجك بالإشارة اللطيفة، والتوجيه غير المباشر بصلاة الجماعة، وصيام النافلة وفعل الخير والصدقة، وكوني عوناً له على ذلك ولا تكوني عامل صرف وتثبيط، حدثيه عن جاركما الذي يحرص على صلاة الفجر في جماعة في المسجد دون أن تقولي له لماذا لا تفعل مثله! اكتفي بتلك الإشارات غير المباشرة، أخبريه عن زوج صديقتك فلانة وحرصه على صيام الإثنين والخميس دون أن تطلبي منه الصيام، استعملي سحرك للتأثير عليه؛ فإنك قادرة على ذلك.

وكم شكى الكثير من النساء حالهن مع أزواجهن، ولكن تغيرت أحوالهن لما عرفن: كيف يتعاملن مع أزواجهن.

<<  <  ج: ص:  >  >>