للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة الثالثة عشرة: فن طلب العلم]

طلب العلم فن قد لا يتقنه الجميع، فاحفظ وصايا أهل الخبرة والتجربة من سلفنا الصالح رحمهم الله.

ينبغي لطالب العلم أن يستغرق جميع أوقاته، فإذا ملَّ من علم يشتغل بعلم آخر.

وكان ابن عباس رضي الله عنه إذا ملَّ من الكلام يقول: [هاتوا ديوان الشعراء] .

وكان محمد بن الحسن إذا مل من نوع ينظر في نوع آخر، وكان يضع عنده الماء ويزيل نومه بالماء.

ووقت تحصيل العلم من المهد إلى اللحد، وأفضل أوقاته شرخ الشباب -أي: أوله- ووقت السحر، وما بين العشائين.

وورد عن الخطيب البغدادي أنه قال: أجود أوقات الحفظ الأسحار، ثم نصف النهار، ثم الغداة، وحفظ الليل أحسن من حفظ النهار، ووقت الجوع أنفع من وقت الشبع.

انتهى كلامه.

وقال إسماعيل بن أبي أويس: [إذا هممت أن تحفظ شيئاً فنم، ثم قم عند السحر فأسرج وانظر فيه فإنك لا تنساه بعد إن شاء الله] انتهى كلامه.

وكان الشافعي يقسم الليل ثلاثة أجزاء: ثلث للعلم، وثلث للعبادة، وثلث للنوم.

وقال ابن سعدي رحمه الله: يتعين البداءة بالأهم من العلوم الشرعية وما يعين عليها من علوم العربية، وتفصيل هذه الجملة كثير معروف، يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص إلى آخر كلامه.

وقيل: حفظ المتون يشد المتون.

وقيل: من حفظ المتون حاز الفنون.

وقيل: من لم يكن علمه في صدره صعب عليه استحضاره.

إلى آخر وصايا سلفنا رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>