للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فاعتبروا يا أولي الأبصار]

أيها المسلم! أيتها المسلمة! أعرفتما لماذا أفتش عن إنسان؟! هذه حال أسرة شيشانية واحدة! علمناها؛ لأن صاحبنا رآها فحدثنا وحدّثناها، فكيف بحال الأسر التي لم نرها، ولم نسمع من رواها، ولم تجد أحدا يحدث عن حالها وأساها؟! هذه حال أسرة شيشانية، فما حال الأسر البوسنوية والأسر الصومالية، والأسر الكشميرية، والأسر الفلبينية، والأسر الطاجيكية، والأفغانية، والجورجية والكردية وغيرها من الصرخات والاستغاثات الجماعية من أسر إسلامية؟! ولكن:

يموت المسلمون ولا نبالي ونهرف بالمكارم والخصال

ونحيا العمر أوتاراً وقصفا ونحيا العمر في قيل وقال

وننسى إخوة في الله ذرّت بهم كفُّ الزمان على الرمال

تمزقهم نيوب الجوع حتى يكاد الشيخ يعثر بالعيال!

يشدون البطون على خواء ويقتسمون أرغفة الخيال

وتضربهم رياح الموت هوجا وفي أحداقهم نزف الليالي

وناموا في العراء بلا غطاء وساروا في العراء بلا نعال

كأن البيد تلفظهم فتجري بهم بيد إلى بيد خوال

يسيل لعابهم لهفا وتذوي عيونهم على جمر السؤال

وليت جراحهم في الجسم لكن جراح النفس أقتل للرجال

يمدون الحبال وليت شعري أنقطع أم سنمسك بالحبال؟!

وقبل الجوع تنهشهم كلاب من الإفرنج دامية النصال

يؤدون الضريبة كل يوم بما ملكوا ودين الله غالي

صلاب، إنما الأيام رُقط ويفني الجوعُ أعناق الرجال!

أتوا للشرق علَّ الشرق درء إذا بالشرق ينفر كالثعال

لماذا كل طائفة أغاثت بنيها غيركم أهل الهلال؟!

ترى الصلبان قد نفرت وهبّت يهود بالدواء وبالغلال

هبوهم بعض سائمة البراري هبوهم بعض سابلة النمال

نسيتم واتقوا يوما ثقيلا به النيران تقذف كالجبال

تفور وتزفر الأحشاء زفرا كأن شرارها حمر الجمال

ونحن المسلمون ننام حتى يضيق الدهر بالنوم الخبال

جلستم والأرائك فاخرات وأوجفتم على الفرش الغوالي

ورصعتم قصوركم مرايا لتنطق بالبهاء وبالجمال

وماج العطر وائتلقت جنان كأن العمر ليس إلى زوال

ننام على الريال وإن صحونا فإن الفجر فاتحة الريال

نعم.

أفتش عن إنسان! ونحن نرى ونسمع ونقرأ عن التنكيل بالإنسان في الشيشان وغير الشيشان، وربما كان ذلك باسم حقوق الإنسان.

أين من يتألم لحال المسلمين؟ أين من يحترق للمنكوبين؟ أين من يمسح على رأس اليتيم ويطعم المسكين؟! بل أين من يتابع أخبار المسلمين؟! إن الكثير من المسلمين بل من الصالحين -وللأسف! - لا يعلمون شيئا عن أخبار المسلمين، فلا يقرءون ولا يسمعون ولا يحرصون، ولسان حالهم يقول:

تكاثرت الظباء على خراش فما يدري خراش ما يصيد؟!

ففي كل بقعة مأساة، وفي كل مكان مصيبة!

<<  <  ج: ص:  >  >>