للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رسائل توحي بالألم]

كتبت فتاة رسالة بعد سماعها لشريط (الشباب ألم وأمل) وكانت رسالتها [٢٦] صفحة، وعنونت لها (الفتاة ألم بلا أمل) وقد كتبتها بدم قلبها، ووقعتها باسم (أمل) ، وهي أمل -إن شاء الله- رغم كل ما كتبته، فقلب يشتعل حرقة وندماً سيصل في النهاية مهما طال الطريق.

ومما قالت فيها: المثيرات تحاصرني من كل مكان: قنوات فضائية أفلام هابطة أغان وأشرطة تحوي كلاماً ساقطاً، إلى من ألجأ في مثل هذه الظروف ارحموني! نهايتي تقترب أوجدوا حلاً لمعاناتي اسمعوا صرخاتي من قلبي من أعماقي أسرعوا في إيجاد الحل، فها أنا أقفل حقائبي وألملم شتات نفسي للرحيل، لقد عزمت على الرحيل إلى آخر كلامها الذي سأعود إلى بعضه في هذا الدرس وغيره.

وتتحسر أخرى فتقول: أبحث عما يريح نفسي من الهم الذي أثقلها، لم أجد في الأفلام أو الأغاني أو القصص ما ينسيني ما أنا فيه لا أدري ما الذي أفعله وما نهاية هذا الطريق الذي أسير فيه.

وثالثة تبث همومها وأحزانها وتقول: أعيش في موج من الكدر يحرم عيني المنام، فأنا دائماً أفكر في حالي، وكيف أبحث عن السعادة؟! فأنا كما يقولون: غريبة، والغربة هنا ليست غربة المكان؛ ولكنها غربة الروح، وغربة المشاعر الحزينة التي تشتكي بين ضلوعي لما أفعله تجاه ربي ونفسي والناس، فلقد طال صبري كثيراً على حالي، فمتى وقت رجوعي.

ورابعة تصرخ فتقول: أقسم بالله أن أياماً مرت عليّ حاولت فيها الانتحار، ولكن كل محاولة تفشل، لا أعلم لماذا؟ هل الله يريد أن يطيل عذابي؟ أم أن أجلي لم يحن بعد؟ ولكن ما أعرفه أنني أموت كل يوم وليلة.

وهكذا تتوالى الآهات والحسرات من الكثير والكثير من الفتيات الغافلات.

أيها الإخوة والأخوات! ارحموا الفتيات! أيها المجتمع! رويداً رويداً بالفتاة.

أيها الآباء والأمهات! حناناً وعطفاً للفتاة.

أيها الإعلاميون! رفقاً بالقوارير! أيها الشباب! اتقوا الله في الأزهار والورود!

لم يبق من ظل الحياة سوى رمق وحطام قلب عاش مشبوب القلق

قد أشرق المصباح يوماً واحترق جفت به آماله حتى اختنق

هذه حال الفتاة، فالمشاكل والأخطار تفترسها، فراغ وسهر انحراف وفساد عشق وغرام تبرج وسفور عجب وغرور عقوق للوالدين ترك للصلاة تبذير للأموال، تقليد للغرب ضياع للشخصية سفر لبلاد الكفر والإباحية جلساء السوء الكذب والغيبة وبذاءة اللسان التدخين والمخدرات العادة السرية التشبه بالرجال أفلام وقنوات فحش وروايات غناء ومجلات معاكسات ومقابلات جنس وشهوة وإثارة للغرائز وغيرها من مشاكل الفتاة، إنه الألم الذي تعيشه الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية، وشتان بين الألم والأمل.

معاشر الأخوات! لماذا بعض الفتيات حياتها من وحل إلى وحل، ومن مستنقع إلى مستنقع؟!! مرة مع القنوات الفضائية، ومرة مع المجلات الهابطة، ومرة في المعاكسات وربما الزنا، فهي غارقة في أوحال الفساد والشهوات.

تقول صاحبة الرسالة: لم أجد باباً إلا طرقته، ولا معصية وخطيئة إلا جربتها، والنهاية أسوأ من البداية، ألم وضياع، وحرقة واكتئاب.

أيتها الأخوات! قلب تفرق بين هذه المشاكل، فإذا مَلَّ هذه انتقل إلى تلك، قلب في الشهوات منغمس، وعقل في اللذات منتكس، همته مع السُفليات، ودينه مستهلك بالمعاصي والمخالفات كيف حاله؟! كيف سيكون؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>