للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من قصص من ابتلي بضياع الوقت في لعبة البلوت]

يقول أحد الإخوة: ذهب شباب في رحلة برية، فجلسوا يلعبون الورقة من الساعة السابعة مساءً، حتى صرفتهم أشعة الشمس المحرقة.

ويقول بعض اللاعبين: أحد الدوريات في البلوت أخذت تلعب هذه اللعبة عند أحد الإخوة -ولا تتعجبوا من الزمن- من مغرب الأربعاء حتى صباح الجمعة.

وقد استغربت هذا الأمر من الأخ القائل، لكنه أكد لي وقد وجدت علامة الصدق في وجهه أيها الأحبة! ويقول آخر: إن أحد الدوريات تجتمع في شهر رمضان للعب وتبدأ من الظهر حتى قبل آذان المغرب، وأكثر ما يكون ذلك في العشر الأواخر.

ويقول أحد الإخوة -أيضاً- ممن أجرت معهم مجلة الدعوة استفتاء يقول: حتى تعلم خطورة البلوت، إليك ما حدث في شهر رمضان، يقول: دعيت إلى الإفطار عند أحد الجيران، وبعد الإفطار مباشرة بدأ المدعوون مهرجان اللعب دفعات، حتى صلاة العشاء، وصلوا العشاء في البيت بينما توجهنا إلى المسجد، وعدنا بعد صلاة التراويح، واكتشفت أنهم لم يصلوا التراويح، وظللت أراقبهم عن بعد واستمروا حتى السحور، ومن يدري ربما واصلوا أيضاً حتى بعد السحور.

أليس هذا أمراً مؤسفاً؟! لقد أضاعوا بهجة هذه الأيام، وأضاعوا هذا الموسم العظيم في عبث تحت مسمع ومرأى من الأهل والأولاد، فنقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، حتى في رمضان يسيطر البلوت على عقول الشباب! ويقول أيضاً أحد الإخوة وهذه هي كتابته بخط يده: أذكر قبل أن ألتزم أنا كنا نلعب البلوت بعد صلاة الفجر في شهر رمضان حتى العاشرة صباحاً، وبعد ذلك ننام حتى المغرب، ثم نأخذ الشاي والفرشة ونذهب إلى الرصيف في وقت صلاة العشاء والتراويح، نلعب البلوت والناس تصلي حتى موعد السحور، ثم تدخل شلة وتخرج شلة -أي من الفرق التي تلعب البلوت- وفي بعض الأيام العادية وخاصة في الصيف عندما يأتي الليل، نلعب حتى خروج الشمس، وما يقيمنا إلا حرارتها.

والعجيب أنه قال: فإذا لم يغالبنا النعاس بعد صلاة الفجر من السهر طوال الليل، فإننا نكمل تحت الجسور، وكثيراً ما تحدث المشاكل بيننا، وتجدنا نجلس مع بعضنا ونحن حاقدون على بعض بسبب هذه اللعبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>