للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أركان الإيمان]

قال رحمه الله: [والإيمان: هو الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وحلوه ومره من الله تعالى، ونحن مؤمنون بذلك كله، لا نفرق بين أحد من رسله، ونصدقهم كلهم على ما جاءوا به] .

يقول رحمه الله في بيان الإيمان الواجب: الإيمان هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وحلوه ومره من الله تعالى.

هذه أصول الإيمان وهي ستة، لا يصلح إيمان أحد ولا يستقيم إلا بتحقيقها.

الإيمان بالله يشمل الإيمان بوجوده وبربوبيته، وبإلهيته وبأسمائه وصفاته، ويمكن أن نقتصر على الثلاثة الأخيرة فقط؛ لأن من لازم إثباتها إثبات الوجود، فنقول: الإيمان بربوبيته، وأسمائه وصفاته، وإلهيته.

الإيمان بالملائكة تقدم الكلام عليه، وكذلك الإيمان بالكتب وبالرسل.

واليوم الآخر: هو أن تؤمن بكل ما أخبر الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت، هذا هو الإيمان المجمل فيما يتعلق باليوم الآخر، أن تؤمن بجميع ما أخبر الله به ورسوله مما يكون بعد الموت، فإن الموت هو ابتداء مراحل الآخرة، والقبر أول منازل الآخرة، فإذا آمن العبد بما أخبر الله جل وعلا به أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فإنه قد آمن باليوم الآخر، وهذا هو الإيمان المجمل، أما الإيمان المفصل: فهو أن تؤمن بكل ما بلغك عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم مما يكون في البرزخ، ومما يكون يوم القيامة، ومما يئول إليه الناس من جنة أو نار.

قال رحمه الله: [والقدر] تقدم الكلام على الإيمان بالقدر، والإيمان بالقدر له أربعة مراتب: أن تؤمن بأن الله جل وعلا علم كل شيء، وكتبه،، وشاءه، وخلقه، وهي المراتب التي يكمل بها الإيمان بالقدر.

فالإيمان بالقدر هو أن تؤمن بأن الله عالم بكل شيء قبل وجوده، وأنه كتبه في اللوح المحفوظ، وأنه سبحانه وتعالى شاءه، وأنه جل وعلا خلقه، فلا شيء يخرج عن تقدير الله جل وعلا، والإيمان بالقدر: هو أن تؤمن بأن كل ما وقع فهو بعلم الله وبكتابته وبخلقه ومشيئته سبحانه وتعالى، وقد تقدم الكلام على هذا.

يقول رحمه الله: [ونحن مؤمنون بذلك كله] أي: بهذه الأصول، ولا يحصل الإيمان إلا بهذه الأصول، فهذه الأركان هي أركان الإيمان وأصوله التي لا يقوم الإيمان إلا بها.

قال رحمه الله: [لا نفرق بين أحد من رسله] ، والتفريق بين الرسل هو التفريق في الإيمان ببعضهم دون بعض، أو الإقرار بما جاء به بعضهم دون بعض، بل الواجب أن نؤمن بجميعهم، وألا نفرق بين أحد منهم، وليس من التفريق بين الرسل معرفة مراتبهم في الفضل، فإن الله جل وعلا فاضل بينهم، ورفع بعضهم فوق بعض درجات كما دل على ذلك الكتاب والسنة، وأفضلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم أولوا العزم من الرسل: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام، ثم بعد ذلك هم في الفضل على ما علم الله جل وعلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>