للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تسمية مرجئة الفقهاء بذلك]

السؤال

لماذا سمي مرجئة الفقهاء بذلك؟

الجواب

سموا مرجئة الفقهاء لأنهم من فقهاء أهل السنة والجماعة، ومرجئة لأنهم وقعوا في شيء من القول بالإرجاء، وهو تأخير العمل عن مسمى الإيمان؛ فالإرجاء أصله في اللغة مأخوذ من التأخير، وكما ذكرنا أن الخلاف بين أهل السنة والجماعة وبينهم منه ما هو حقيقي، ومنه ما هو لفظي، ولكن هذا لا يوجب الفرقة، ولا يوجب القدح والطعن فيهم؛ لأنهم إنما قالوا هذا باجتهادهم، ولكن يجب أن يقرر ويبين ما يعتقده أهل السنة والجماعة من دخول الأعمال في مسمى الإيمان.

أما أبو حنيفة فهو من مرجئة الفقهاء، ولا نطلق عليه قولنا: إنه من المرجئة؛ لأن من المرجئة من يقول: إن الإيمان هو المعرفة فقط، وهؤلاء هم غلاة المرجئة وهم الجهمية، الذين يقولون: الإيمان هو المعرفة فقط، ومعنى هذا عندهم: أن فرعون مؤمن؛ لأنه عرف الله، وإبليس مؤمن لأنه عرف الله! فلا نطلق إنهم من المرجئة، إنما نقيد ذكرهم بمرجئة الفقهاء حتى يتميزوا عن غلاتهم، والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>