للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[اعتقاد أن كل شيء فقير إلى الله ويسير عليه وهو غني عما سواه]

ثم قال رحمه الله: [وكل شيء إليه فقير] كل شيء من خلقه إليه فقير محتاج إلى ربه سبحانه وتعالى، لا غنى به عنه جل وعلا، ويدل على ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ} [فاطر:١٥] ، ويدل عليه قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ} [فاطر:٤١] فهذا يدل على أن خلقه محتاجون إليه، ويدل عليه أيضاً قوله: {وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} [البقرة:٢٥٥] فإن حفظ السماوات والأرض ومن فيهما لا يقوم إلا بالله جل وعلا، ويدل عليه أيضاً اسم القيوم، فإنه مقيم لكل نفس، ومقيم لكل شيء، لا قيام لشيء إلا به سبحانه وتعالى.

ثم قال: [وكل أمر عليه يسير] من تمام قدرته جل وعلا أنه لا يصعب عليه شيء، ولا يمتنع عليه شيء، أي: لا يرده شيء {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس:٨٢] ، وكما قال سبحانه وتعالى: {مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [لقمان:٢٨] ، فهذا يدل على عظمة هذا الرب جل وعلا وعلى عظيم قدرته.

ثم قال: [لا يحتاج إلى شيء] وهذا لكمال غناه سبحانه وتعالى، فهو الغني الحميد، والعباد هم المحتاجون إليه، وهم المفتقرون إليه، أما الله جل وعلا فهو الغني الحميد، كما قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر:١٥] .

<<  <  ج: ص:  >  >>