للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تابع إثبات صفتي العلو والاستواء]

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد: فكان آخر ما تكلمنا عليه في هذه العقيدة هو قول المؤلف رحمه الله: (ومن ذلك قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:٥] ، وقوله تعالى: {أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك:١٦] ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك)) ، وذكرنا أن هذا المقطع الذي ابتدأه المؤلف رحمه الله بذكر هاتين الآيتين، ثم ذكر بعدها بعض الأحاديث إنما أتى به المؤلف رحمه الله لتقرير عقيدة السلف فيما يتعلق بعلو الله عز وجل، فإن هذه الآيات دالة على علوه واستوائه على عرشه.

أما الاستواء فقول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:٥] ، قد ذكره الله تعالى في مواضع كثيرة من كتابه، وهو دال على استوائه على عرشه، وقلنا: إن الاستواء يفيد إثبات العلو، ولذلك يذكر دائماً مع آيات العلو في كتب الاعتقاد، ووجه ذلك: أن الاستواء علو خاص، وهذا هو الفرق بين آيات العلو وبين آيات الاستواء، فالاستواء علو خاص، وهو علو اختص الله سبحانه وتعالى به العرش دون غيره من المخلوقات، والعرش مخلوق عظيم خلقه الله جل وعلا، واختصه بهذه الخاصية، وهي أنه استوى عليه جل وعلا بعد أن خلقه.

والعرش في لغة العرب: سرير الملك، وهو خلق من خلق الله عظيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>