للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وضع اليد على الصدر في الصلاة]

السؤال

ماذا على المصلي إذا لم يضع يديه على صدره؟ متى يضعها؟ وهو ساجد، أو جالس، أو راكع، أو ارتفع من الركوع، أو في القراءة؟ لأنا نظرنا إلى بعض الناس يضعون أيديهم في محلات لا ندري عنها.

المهم: إذا كان عند القيام قبل أن يركع، فهذه هي السنة، وقد ذكرها الإمام مالك رحمه الله في موطئه، وهو حجة على المالكية الذين يسدلون، وكما قال والدنا الشيخ الأمين رحمة الله تعالى علينا وعليه: لا نترك ما أورده مالك بخطه في موطئه لما كتبه خليل وغيره.

والعجيب! أن البخاري ومسلم وجميع علماء السنة لم يرووا حديث وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة إلا من طريق مالك، وسندهم الوحيد هو من طريق مالك، كل علماء الحديث يروون حديث القبض أو وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة من طريق مالك، فهذه سنة، ولكن لنعلم أنها من كمال الهيئة، والصلاة لها هيئة في قيامك للقراءة؛ فهذه هيئتها، وعند ركوعك يدك مفرجة الأصابع على ركبتيك هذه هيئتها، وفي رفعك ترفع يديك حذو منكبيك وترسلهما بجانبيك، فإذا قبضتهما كما يفعل بعض الناس فهي هيئة بعد الرفع مثل الهيئة عند القراءة، وكل ركن في الصلاة له هيئته، فإذا سجدت بسطت كفيك وسجدت بين كفيك في سجودك، وإذا جلست بين السجدتين وضعت كفيك على فخذيك، وهل تضع اليمنى على اليسرى وأنت جالس بين السجدتين؟ لا؛ لأنها خاصة بالقيام، فإذا سجدت تبسط كفيك أمامك، وإذا جلست للتشهد لا تضع اليمنى على اليسرى وأنت جالس للتشهد، بل تضعهما على فخذيك، لكل ركن في الصلاة هيئته.

إذاً: وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة حال القيام للقراءة هو السنة، ولكن لنعلم أن الصلاة تصح بوضعهما وبدون وضعهما، ولكن السنة وضع اليمنى على اليسرى، وأحب أن أقول ذلك حتى لا يكون وضع اليدين وإرسالهما موضع خلاف ونزاع بين الناس، فالسنة هي أن تفعل ذلك، فإذا رأيت إنساناً لا يفعلها، وتعلم أنه متأثر بقول في مذهبه، فاعذره، ولا ينبغي أن تبالغ بالإنكار عليه، وخاصة إذا كان طالب علم يفهم، وهذه المسألة لا ينبغي أن ندخلها في الخلاف حتى توجد نزاعاً بيننا، بل من وضع يديه فقد عمل بالسنة وهو الأكمل والواجب على كل إنسان، ومن تركها لقول عنده أو تأوّل عنده فلا ينبغي لنا أن نجعل ذلك محل خصام ونزاع وتفريق بين إخواننا، والله تعالى أعلم.