للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ما يدخل الجنة من الأعمال]

ثم أخذ يبين صلى الله عليه وسلم هذا الأمر الميسر، فقال: (تعبد الله لا تشرك به شيئاً) ، ولكن بأي شيء تعبد الله؟ العنوان العام: تعبد الله.

ومعاذ كان يعلم الناس الإسلام، ويعرف بما يعبد الناس الله وكما يقول الإمام ابن تيمية وغيره: العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، والعبادة من العبودية، وهي من التعبيد أو التعبد، وهو التذلل والخضوع، تقول: طريق معبد أي: مذلل مسهَّل.

فكذلك المسلم في عبادته منقاد لله مسهل له.

ثم قال: (تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، تصوم رمضان ... ) هل هذا تكرار أو تفصيل للإجمال؟ الواقع أن هذا ليس تكراراً ولا تفصيلاً، وإنما المراد من قوله: (تعبد الله) أي: في حالة كونك تعبده لا تشرك به شيئاً، أي: أوقع العبادة خالصة لوجه الله تعالى أياً كانت: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف:١١٠] .

{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة:٥] إذاً: المراد بالفقرة الأولى وضع قاعدة الأساس التي يكون منها المنطلق، أن تعبد الله وفي عبادتك لله لا تشرك بالله شيئاً.