للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فضل أبي بكر الصديق والرد على الطاعنين فيه]

من معتقد أهل السنة الاعتراف بخلافة الخلفاء الراشدين، وأن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة، فأول الخلفاء هو أبو بكر رضي الله عنه، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي؛ هؤلاء هم الخلفاء الراشدون الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباعهم، وسماهم الخلفاء في قوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) شهادة نبوية لهؤلاء أنهم خلفاء، وأنهم راشدون، وأنهم مهديون، أي: على الهدى المستقيم، وعلى الصراط المستقيم الذي سألوا الله أن يهديهم إياه، ونحن نسأله أيضاً، ولا شك أن هذه الشهادة النبوية تثبت أن الذين تولوا بعده هم خلفاء، ولا شك أن أولهم أبو بكر رضي الله عنه.

وسيرة أبي بكر رضي الله عنه هي أحسن السير؛ حيث إنه اقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل ما يفعل، فأنفذ جيش أسامة أول ما تولى، وبعث الجيوش لقتال المرتدين، فانتصر الإسلام بعدما كان العرب قد رموا أهل المدينة عن قوس العداوة خلال ما يقرب من ثلاثة أشهر، فأرسل جيشاً لقتال بعض المرتدين، فهدى الله طيئاً ومن معهم، فلما رأت منهم قبائل العرب الذين حولهم ذلك انضموا إليهم، ولم يمض إلا شهران أو ثلاثة أشهر حتى بعث أبو بكر ستة عشر أميراً أو سبعة عشر لقتال المرتدين البعيدين، فتراجعوا كلهم وانضموا إلى الإسلام أوليس ذلك دليلاً على حنكته وفراسته وقوته في القيام بأمر الله تعالى؟ أوليس دليلاً على أن الله تعالى وفقه وسدد به وهدى به ونصر به الإسلام؟