للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تأثر الرافضة بابن سبأ اليهودي]

ورث الرافضة القرامطة الباطنية، الذين ظاهرهم الرفض، وباطنهم الكفر المحض، فكيف يوثق بمثل هؤلاء، ويدعى أنهم إخوان لنا، وأنهم من أهل الإسلام، ومن أهل الولاية، وهذه سوابقهم وهذه أحوالهم؟!! وتعرفون أن من مبادئهم التقية، وهي أنهم يلعنون الرافضة ويلعنون الشيعة أمام أهل السنة، ويترضون عن الصحابة في ظاهر أمرهم، ولكنهم كالذين قال الله فيهم: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة:١٤] تعالى الله عن قولهم، كأنهم يستهزئون بالله ويستهزئون بالمسلمين، فهذه مقالة هؤلاء، فكيف يوثق بهم؟! وقد عرفنا أن من أحب الصحابة رضي الله عنهم وأحب أمهات المؤمنين ووالاهم وسار على نهجهم فهو إن شاء الله بريء من النفاق؛ وذلك لأن محبتهم تحمل على اتباعهم، وتحمل على العمل بسنتهم وبنقلهم وبما جاء عنهم، أما بغضهم، أو بغض أحد منهم، أو تهمتهم بأنهم خانوا، أو أنهم كذبوا؛ فهذا سوء ظن بالله، وادعاء أنه ما حفظ كتابه، وما حفظ دينه، وتكذيب لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:٩] ، فلينتبه لمثل هذا، وليعلم أن محبة الصحابة رضي الله عنهم براءة من النفاق، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حق الأنصار: (لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق) ، وإذا كان هذا في حق الأنصار، فالمهاجرون بطريق الأولى، لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق.

ونحن نحب أهل البيت، ونحب علياً رضي الله عنه وزوجته وأولاده، ونبرأ إلى الله ممن كفرهم أو ضللهم، نحبهم ونشهد الله على محبتهم، فبماذا تطعنون علينا يا معشر الرافضة؟! نحن نحبهم أشد من محبتكم لهم، فلو قلتم: إن من أحب علياً لزمه أن يبغض أبا بكر، قلنا: كذبتم، أبو بكر هو صديق علي وحبيبه، وقد سمعنا ما نقل الشارح رحمه الله أن علياً رضي الله عنه كان يؤدب من فضله على أبي بكر وعمر، ووالله! لو خرج علي لأدب هؤلاء الرافضة الذين يشتمون أبا بكر وعمر، ويشتمون أجلاء الصحابة، ولنكل بهم، ولكنهم قوم لا يعقلون.