للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شهادة خديجة رضي الله تعالى عنها]

والقصص التي أوردها فيها قصة خديجة، وهي زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأول زوجاته، وأم أولاده كلهم إلا إبراهيم الذي هو من مارية القبطية التي هي أم ولده، وخديجة هي أول من آمن به من النساء.

ولما نزل عليه الوحي أول ما نزل وهو بغار حراء جاء إليها فزعاً وقال: (زملوني) فزملوه، أي: غطوه بغطاء حتى هدأ روعه.

ثم أخبر خديجة الخبر، وقال لها: (لقد خشيت على نفسي) يعني: خشيت أن يكون نزل بي مس من الجن أو نحو ذلك.

عند ذلك استدلت بصفات حميدة على أنه لا ينزل عليه هذا الأمر، ولا يسلط الله عليه شيئاً يفسد عليه عقله ويفسد عليه جسمه وعبادته، استدلت بالصفات التي جبله الله عليها، فقالت: (إنك لتصل الرحم) ، وصلة الرحم من الأقارب، تعتبر من الأمور التي يحمدها الله تعالى ويأمر بها.

(وتقري الضيف) ، فالطارق إذا نزل به أضافه فأشبعه وأطعمه.

(وتكسب المعدوم) والمعدوم الفقير ونحوه، تعني: تكتسب صداقته، أو تكسِّبه فتعطيه.

(وتعين على نوائب الحق) ، ولاشك أن هذه الصفات مما جبله الله تعالى عليها، فمن كان فيه هذا الوصف لا يخزيه الله تعالى، هكذا استدلت خديجة رضي الله عنها.