للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[استلزام الإسلام للإيمان والعكس]

هذا الكلام في الفرق بين الإسلام والإيمان، ولا شك أنهما مسميان شرعيان، وقد ذكرنا أن لهما مسمى في اللغة؛ وأن الإسلام في اللغة: الإذعان والاستسلام، والإسلام في الشرع: هو هذا الدين الذي هو الشرائع؛ قبولها والعمل بها، وأركانه خمسة كما هو معروف.

والإيمان في اللغة: مجرد التصديق، والإيمان في الشرع تدخل فيه الأعمال.

والكفر في اللغة: هو الستر والجحد والإنكار، والكفر في استعمال الشرع: هو الكفر بالله، يعني جحد دين الله وإنكاره.

والنفاق في اللغة: مشتق من الإخفاء؛ لأنه شيء خفي، والنفاق في الاصطلاح الشرعي: هو إظهار الإيمان وإبطان الكفر وهكذا بقية المسميات.

فعلى هذا نقول: إن الإسلام والإيمان كلاهما مسميان شرعيان، وكلاهما مطلوبان ومفروضان على العباد، ولابد على العبد أن يعرف مسماهما، وأن يدين لله تعالى بهما، فيدين لله بأنه هو الإله الحق، وأنه هو الذي فرض عبادته على الخلق، ويدين للرسول عليه الصلاة والسلام بأنه مرسل من ربه، وأنه يحمل هذه الرسالة التي هي الشريعة، ويدين لله بالعبادات، ومن جملتها بقية أركان الإسلام، فيؤدي الصلوات، ويخرج الزكاة، ويصوم، ويحج، ويجاهد، ويعمل بالأعمال الشرعية التي أوجبها الله، فبذلك يكون مسلماً ظاهراً، وكذلك يصحح عقيدته، فيعتقد ويجزم بأن الله تعالى موصوف بصفات الكمال ومنزه عن صفات النقص، وبأنه لا تصلح الإلهية إلا له وحده، وبأنه خالق الكون ومدبر الأمور، وكذلك يؤمن بأمور الغيب التي تقدم تفصيلها، وإن لم يرها، فبذلك يصير جامعاً بين الإسلام والإيمان.

هذا مجمل القول في الإسلام والإيمان.