للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أولياء الله هم الذين آمنوا وكانوا يتقون]

يتلكم هنا على الولي الذي يكثر ذكره في اصطلاحات الصوفية ونحوهم، وفي اصطلاحات القبوريين الذين يغلون في بعض الأشخاص ويسمونهم أولياء، ويدعون أن محبتهم تستدعي تعظيمهم بما يصل إلى إعطائهم شيئاً من حق الله تعالى، فلأجل ذلك تكلم هنا على الولي وعلى الولاية.

فأولاً: كلمة الولي مشتقة من الولاية التي هي النصرة، فقوله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة:٧١] يعني: بعضهم أنصار بعض؛ أي: بعضهم ينصر بعضاً، وبعضهم يؤيد ويقوي بعضاً، فكل منهم ولي للآخر، فالولي معناه: الناصر الذي ينصره ويتولاه ويؤيده ويقويه، هذا معنى كون المؤمنين بعضهم أولياء بعض، فإذا قيل: المؤمنون أولياء الله، فالمعنى أن الله تعالى يؤيدهم وينصرهم ويقويهم، وهم أيضاً ينصرون دين الله ويجاهدون في سبيله، ويبلغون شريعته، ويذبون عن الشريعة وعن الإسلام، يذبون عنها اعتداء المعتدين وشبهات المشبهين فكانوا بذلك أولياء لله تعالى، والله تعالى وليهم.

فإذاً: ولي الله هو كل تقي مؤمن، قال الله تعال: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس:٦٢-٦٣] ، فهذا وصف أولياء الله، فكل مؤمن تقي فهو من أولياء الله، فما بين الإنسان وبين أن يكون ولياً إلا أن يحقق الإيمان ويحقق التقوى، فيصبح من أولياء الله.