للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سبب انتشار الرافضة]

الرافضة يسمون أنفسهم الإمامية، وهم في الحقيقة الرافضة، وعقيدتهم أن علياً هو الإمام، وأن الأئمة قبله مغتصبون، فـ أبو بكر عندهم مغتصب للخلافة، وكذا عمر، وعثمان، وكذا من تولى الخلافة غير علي وذريته، يعتقدون أنهم مغتصبون لما ليس لهم به حق، وأصل تكاثرهم كان في العراق، ثم انتشارهم فيما بعد سببه -والله أعلم- ما حدث من بعض ولاة بني أمية منتصف القرن الأول، لما تولى ابن زياد على العراق، وكان سبباً في قتل الحسين، واستمر في العراق إلى أن قتل، ثم مات بعده يزيد، فتولى العراق بعد ولاية آل الزبير الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان هؤلاء الولاة يميلون إلى بني أمية، وفي أنفسهم حقد على علي، كان يزين لهم أنه ممن داهن في قتل عثمان، ويقولون: إنه كان قادراً على أن ينصر عثمان لكنه لم ينصره! فكانوا يسبونه في الخطب على المنابر في العراق، وكذلك في الشام، ولا شك أن في العراق كثيراً من المحبين لـ علي، من الذين ألفوه في حياته، وأحبوه محبة صادقة، هؤلاء إما أن يكونوا معتدلين في حبه وإما أن يكونوا غلاة من أتباع الغلاة، فإذا سمعوا هؤلاء الخطباء يلعنونه على المنبر في العراق وفي الشام ساءهم ذلك، فإذا سمعوا ذلك أخذوا في مجالسهم يذكرون فضائل علي، فدخل بينهم الغلاة، وصاروا في مجالسهم الخاصة -التي هي مجالس أتباع علي المحبين له- يكذبون، ويغلون في الكذب، ويروجون الكذب بدلاً من أن يذكروا فضائله الصحيحة ومزاياه التي مدحه بها النبي صلى الله عليه وسلم.