للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل رأى النبي عليه الصلاة والسلام ربه في الدنيا؟]

ومن مباحث هذا الفصل أن الرؤية بالعين لا تكون لأحد قبل الموت، وهذا ما اتفق عليه جمهور الأمة، بل اتفق عليه أئمة المسلمين، ولا خلاف بينهم أن أحداً لن يرى ربه قبل أن يموت، وإنما وقع الخلاف في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه، والمقصود: الرؤية بالعين، أما الرؤية في المنام فقد وقع فيها خلاف بين أهل العلم حتى في غير النبي صلى الله عليه وسلم، أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد اختلف أهل العلم هل رأى ربه بعينه في الدنيا على قولين، والذي عليه جمهور الأمة ومحققوها أنه لم ير ربه بعينه، وإنما رآه بفؤاده، ولم ينقل عن أحد من السلف أنه رآه بعينه، وغاية ما ورد عن السلف إما إطلاق الرؤية بأنه رأى ربه، أو تقييد ذلك بالفؤاد، وليس عن السلف حرف واحد أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينه.

وأما بالنسبة لرؤية غير النبي صلى الله عليه وسلم لربه في المنام فإن هذا يمنعه كثير من أهل العلم، وقال بعض أهل العلم: تكون الرؤية على قدر ما مع الإنسان من العلم بالله سبحانه وتعالى.

وعلى كل حال يقال: ما الذي أدراك أن هذا هو الرب؟ فقد يتصور الإنسان أمراً ويأتيه الشيطان بصورة يظنها ربه، والأمر على خلاف ذلك.

فنحن نقول: إن الرؤية التي يحصل بها الفضل والتنعيم وكمال الجود هي ما يكون في دار النعيم الكامل في الجنة، نسأل الله أن نكون من أهلها!

<<  <  ج: ص:  >  >>