للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انحط عن درجة الصحيح، ثم قد يكون (ضعيفًا) (١) متروكًا، وهو أن يكون راويه متهمًا أو كثير الغلط، وقد يكون حسنًا بأن لا يتهم بالكذب (٢)، قال: وهذا معنى قول أحمد بن حنبل (رضي اللَّه تعالى عنه) (٣): "العمل بالحديث الضعيف أولى من القياس" (٤)، يريد بالضعيف


= شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه رحمة واسعة في أنّ "الترمذي هو الذي اصطلح على إيجاد الحديث الحسن وأحدثه. . . "، ورد عليه د. ربيع بن هادي المدخلي في كتاب خاص بهذه المسألة، وبيّن مراد ابن تيمية في القسمة الثلاثية.
انظر: حاشية كتاب (قواعد في علوم الحديث/ للتهانوي ص ١٠٠ - ص ١٠٦)، وكتاب تقسيم الحديث د. ربيع.
(١) ليست في نكت ابن حجر.
(٢) ومعنى (الضعيف) محمد ابن تيمية رحمه اللَّه هو الحديث (الحسن) فقد قال: ". . . أما نحن فقولنا: إنَّ المحدث الضيف خير من الرأي ليس المراد به الضعيف المتروك، لكن المراد به الحسن كحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وحديث إبراهيم الهجري، وأمثالها ممن يحسن الترمذي حديثه أو يصححه. . . ".
انظر: توجيه النظر (ص ٦٨) وقد عزاه لمنهاج السنة، ولم أقف عليه فيه! !
(٣) من (م)، وهي زيادة من السيوطي، وليست في الأصلين.
(٤) الموضوعات لابن الجوزي (١/ ٣٥)، والعبارة المشهورة عنه: "الحديث الضعيف احب إلي من الرأي" رواها ابن حزم في المحلى (١/ ٨٩) من طريق عبد اللَّه عن أبيه.
وقال السخاوي: "روينا من طريق عبد اللَّه بن أحمد بالإسناد الصحيح إليه، قال: سمعت أبي يقول: لا تكاد ترى أحدًا ينظر في الرأي الا وفي قلبه دغل، والحديث الضعيف أحب إلي من الرأي".
وكذا تابعه علي ذلك تلميذة أبو داود (كما نقل عنه ذلك ابن مندة).
(قلت): وأما ماذا يعني الإمام أحمد رحمه اللَّه (بالضعيف)؟ فذهب ابن تيمية والسيوطي (في التدريب ١/ ١٦٨) والبحر -كما سأتي- إلى أنَّ مراده (بالضعيف) =

<<  <  ج: ص:  >  >>