للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فليس يقدر أن يرده عليك أحد (١)، وقال إبراهيم النخعي: [كانوا] (٢) يكرهون الغريب من الحديث (٣)، وقال يزيد بن أبي حبيب: إذا سمعت الحديث فانشده (٤) كما تنشد الضالة فإن عرف وإلا فدعه (٥)،


(١) جاء بعدها في من توجيه النظر (ص ١٥٢): "وأما الحديث الغريب فإنَّه لا يحتج به ولو كان من رواية الثقات من أئمة العلم".
(٢) من (د)، (ج).
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) وفي (ب): فانشد.
(٥) والمعنى: ابحث عن مخرجه عند أهل العلم، وعن شهرته، وصحته، فقد يكون مكذوبًا، وقد يكون من الغرائب الضعاف، التي لا تقوم بها حجة، فيضل الإنسان بحفظها، والعمل بها، والاعتقاد بما فيها، وهكذا كان السلف رحمهم اللَّه ورضي عنهم أجمعين، ما كانوا يقبلون أي كلام ينسب للرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- من أي أحد، بل كانوا لا يقبلون حديثًا إلا بعد التثبت والتأكد من أن أئمة النقل قد عرفوه، ودرسوه.
قال الوليد بن مسلم: "سمعت الأوزاعي يقول: كنا نسمع الحديث، ونعرضه على أصحابنا كما نعرض الدرهم الزائف، فما عرفوا منه أخذناه، وما أنكروا منه تركناه".
وقال جرير: "كنت إذا سمعت الحديث جئت به إلى المغيرة فعرضته عليه، فما قال لي: ألقه، ألقيته".
وقال شعبة: "اكتبوا المشهور عن المشهور".
وقال مالك بن أنس: "شر العلم الغريب، وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس".
وقال بندار: "من طب الإغراب في الحديث لم ينبل".
وقال أبو مسعد محمد بن الهيثم بن محمد السلمي: =

<<  <  ج: ص:  >  >>