للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وجمع (١)] الروايات الكثيرة منه، وطلب الأسانيد الغريبة العالية [فهمة (٢)] أحدهم أن يدور في البلاد (٣)،


(١) من (د)، ومن الإحياء (١١/ ٢٠٣٨)، وفي بقية النسخ: جميع.
(٢) من الإحياء (١١/ ٢٠٣٨)، وفي النسخ: فهم.
(٣) هذة ليست مثلية حتى يعيب الغزالى بها من حفظ اللَّه بهم سنة نبيه. . . وكيف يعيب رحلتهم، واللَّه تعالى قد فتح لهم باب الرحلة فقال: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً. . .} [التوبة: ١٢٢]. وفتحه لهم صاحب السنة العصماء -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "من سلك طريقًا. . . الحديث", وكيف ينكر عليهم رحلاتهم، وهذا عكرمة مولى ابن عباس يفسر قول اللَّه تعالى: {الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ. . .} فيقول: هم طلبة الحديث.
ويقول إبراهيم بن أدهم: "إنَّ اللَّه تعالى يرفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث".
وقال الشعبي: "لولا أنَّ رجلًا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن فحفظ كلمة تنفعه فيما يستقبله من عمره, رأيت أنَّ سفره لا يضيع".
وقال أبو الفضل العباس بن محمد الخراساني:
رَحَلْتُ أَطلُبُ أَصْلَ العِلْم مُجْتَهِدًا ... وزَينَةُ المَرْء في الدُّنْيَا الأحَادِيثُ
لا يَطلُبُ العِلْمَ إلَّا بَاذِلٌ ذَكَرٌ ... وَلَيْسَ يَبْغَضُهُ إلَّا المَخَانِيْثُ
وحتى لو وجد من هؤلاء المحدثين من لا يفقه ما يرويه فإنَّ هذا ليس مدعاة لهذه الحملة التي حملها المتكلمون ومنهم الغزالي فإنَّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قد أمر بالتبليغ عنه ولو آية، فقال: "بلِّغوا عني وَلَوْ آيَة"، وقال: "فَلْيُبَلِّغِ الشَاهدُ مِنْكُم الغَائِب" ولولا هؤلاء النقلة من المحدثين لما استطاع أحد أن يستنبط فقهًا ولا أن يبني حكمًا، وما أصدق قول أبى الحسن الأرمنازي حيث قال في مدح أهل الحديث ورواته:
أَلَا إنَّ خَيْرَ النَّاس بَعْدَ مُحَمَّدٍ ... وَأصْحَابهِ والتَابِعِيْنَ بِإحْسَانِ
أُنَاسٌ أَرَادَ اللَّه إحْيَاءَ دِيْنِهِ ... بِحِفْظِ الذَي يُرَوَى عن الأوَلِ والثَانِي
الرحلة للخطيب (ص ٤٦، ٤٧، ٤٩)، والعالي والنازل (ص ٥٤)، وشرف أصحاب =

<<  <  ج: ص:  >  >>