للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسأل الحافظ ابن حجر شيخه الحافظ أبا الفضل [العراقي] (١): ما يعد سيدي في الحد الذي إذا بلغه الطالب في هذا الزمان استحق أن يسمى حافظًا؟ وهل يتسامح بنقص بعض الألفاظ التي ذكرها المزي، وأبو الفتح في ذلك لنقص زمانه أم لا؟ فأجاب "الاجتهاد في ذلك يختلف (٢) باختلاف غلبة الظن في وقت بلوغ بعضهم [للحفظ] (٣)، وغلبته في وقت آخر، وباختلاف من يكون كثير [المخالطة] (٤) في للذي يصفه -بذلك، وكلام المزى فيه [ضيق] (٥) بحيث لم يسم من رآه بهذا الوصف إلَّا الدمياطي، وأما كلام أبي الفتح فهو أسهل بأن ينشط بعد معرفة شيوخه إلى شيوخ شيوخه وما فوق، ولاشك أنّ جماعةً من الحفاظ المتقدمين كان شيوخهم التابعين، أو أتباع التابعين، وشيوخ شيوخهم الصحابة أو التابعين، فكان الأمر في ذلك الزمان أسهل، باعتبار تأخر الزمان، فإن اكتفى بكون الحافظ يعرف شيوخه وشيوخ شيوخه أو طبقة أخرى فهو سهل لمن جعل فيه ذلك دون غيره من حفظ المنون والأسانيد، ومعرفة أنواع علوم الحديث كلها، ومعرفة الصحيح من السقيم, والمعمول به عن غيره، واختلاف العلماء، واستنباط الأحكام، فهو أمر ممكن بخلاف ما ذكر من


(١) من (ب)، (د)، وفي (ع): القرافي.
(٢) وفي (ب) تختلف.
(٣) من (ب)، (د)، وفي (م): للتحفظ.
(٤) من (د)، وفي بقية النسخ: المحافظة.
(٥) م (ب)، (د)، وفي (م) كلمة غير واضحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>