للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذاوت العدد، [ويقطع] (١) الفيافي والمفاوز (٢)، ويجوب البلاد شرقًا وغربًا في طلب حديث واحد ليسمعه (٣) من راويه، فمنهم من يكون الباعث له على الرحلة طلب ذلك الحديث لذاته، ومنهم من يقرن بتلك الرغبة (٤) سماعه من ذلك الراوي بعينه إما لثقته (٥) في نفسه وصدقه في نقله، وإما لعلو إسناده، فانبعثت العزائم إلى تحصيله، وكان اعتمادهم أولًا على الحفظ والضبط في القلوب والخواطر غير ملتفتين إلى ما يكتبونه، ولا معولين على ما يسطرونه محافظة على هذا العلم، فلما انتشر الإسلام، واتسعت البلاد وتفرقت الصحابة في الأمصار (٦)، وكثرت الفتوح، ومات معظم الصحابة، وتفرقت أتباعهم وقل الضبط، احتاح العلماء إلى تدوين الحديث وتقييده بالكتابة، ولعمري إنها الأصل فإن الخاطر يغفل (٧)، والذهن يغيب، والذكر


(١) من (د)، (ج)، وفي بقية النسخ: وتقطع.
(٢) الفيافي: جمع (فيفاه) وهي: المفازة التى لا ماء فيها مع الاستواء والسعة.
والمفاوز: جمع مفازة: وهي البرية القفر، المتسعة الخالية.
انظر: لسان العرب (٩/ ٢٧٤، ٥/ ٣٩٢).
(٣) وفي (م): يسمعه.
(٤) وفي (ب): الرغبات.
(٥) وفي (ب): لتفتنه.
(٦) وفي (ج): الأقطار.
(٧) وفي (ب): تغفل.

<<  <  ج: ص:  >  >>