للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأقول: كان السيوطي -عفا اللَّه عنا وعنه- في العقيدة مفوضًا (١) أشعريًا، صوفيًا.

فمما يدل على تفويضه في الأسماء والصفات، وأشعريته، أنّ له قصيدةً في التفويض قال فيها:

فَوِّض أحَادِيْثَ الصِّفَاتِ ... ولا تُشَبه أو تُعطِّلْ

إنْ رُمْتَ إلَّا الخَوْضَ في ... تَحْقِيق مُعْضِلَةٍ فأَوِّلْ

إِنَّ المُفَوِّضَ سَالِمٌ ... مِمّا تَكَلَفَهُ المُؤَوِلْ

والغريب في الأمر أنّ بعض من ترجم له كابن العماد في الشذرات (٢) والغزى في الكواكب السائرة (٣) عندما مروا على كلام السيوطي هذا استحسنوه، وجوّدوه! ! . والناظر في كتاب السيوطي:


(١) التفويض: هو تفويض معاني الصفات الخبرية إلى اللَّه تعالى، مع القطع بأن الظاهر منها غير مراد، وزعم أصحاب هذا المذهب الفاسد من المؤولين أنّ هذا مذهب السلف، وليس كذلك، فمذهب السلف تفويض الكيفية لا المعنى، كما "قال مالك رحمه اللَّه": (الاستواء معلوم والكيف مجهول).
النصيحة في صفات الرب جل وعلا للواسطي (١/ ١٨١)، والشرح والإبانة لابن بطة (ص ٢٢٩)، وشرح العقيدة الطحاوية (ص ٢٣٩) وللدكتور رضا بن نعسان معطي كتاب لطيف ثمين في الموضوع سماه "علاقة الإثبات والتفويض بصفات رب العالمين".
(٢) شذرات الذهب (٨/ ٥٤).
(٣) الكواكب السائرة (١/ ٢٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>