للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والآخر الخاص الذي رد به على السخاوي هو: الكاوي، وأقزع فيه الهجاء والتنقص للسخاوي حتى قال عنه فيه:

إن السخاوي جاهل متمخرق ... لا يرعوي عند الصواب إذا أثر

فإذا أشرت إلى كذوب أحمق ... فإلى السخاوي فهو كذاب أشر

وقد تراجع بعض خصوم السيوطي عن عدائه، واعتذروا إليه كما حدث للقسطلاني، وذلك حينما اعتزل السيوطي الناس، ولزم بيته، توجه إليه القسطلاني حافيًا إلى مسكنه في جزيرة الروضة (١)، قاطعًا المسافة الطويلة بين القاهرة وجزيرة المقياس (٢)، وهو على هذه الحال، ودق على السيوطي بابه، فقال للطارق: من أنت؟ فقال: أنا القسطلاني، جئت إليك حافيًا ليطيب خاطرك، ولكنّ السيوطي لم يفتح له الباب، واكتفى بالرد عليه قائلًا: قد طاب (٣).

وقد نتج عن هذه الخصومات بين السيوطي وخصومه أن قام كل فريق بتأييد رأيه وقوله بالمؤلفات والرسائل.

وعلى كل حال فما حدث بين الفريقين هو من باب كلام الأقران في بعضهم، وهو وإن كان غير معتبر، إلا أن كثيرًا من العلماء دافعوا


(١) اسم مكان بمصر، انظر: الخطط للمقريزي (٢/ ١٨٥).
(٢) الكواكب السائرة (١/ ٢٢٨).
(٣) جلال الدين السيوطي. د/ الشكعة (ص ٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>