للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هروبه من الحياة ووفاته]

لما بلغ السيوطي أربعين سنة من عمره أخذ في التجرد للعبادة والانقطاع إلى اللَّه تعالى، والاشتغال به صرفًا، والإعراض عن الدنيا وأهلها، كأنه لم يعرف أحدًا منهم، وشرع في تحرير مؤلفاته، وترك الإفتاء والتدريس، واعتذر عن ذلك في مؤلف سماه: "التنفيس" (١).

وأقام في روضة المقياس فلم يتحول منها إلى أن مات، لم يفتح طاقات بيته التي على النيل (٢).

وقد أصيب في آخر عمره بمرض شديد، وهو ورم في ذراعه الأيسر (٣)، توفي على إِثرِه، وكانت وفاته رحمه اللَّه في سحر ليلة الجمعة (٤)، تاسع عشر جمادى الأولى، سنة إحدى عشر وتسعمائة (٥)، في منزله بروضة المقياس، وقد استكمل من العمر إحدى وستين سنة، وعشرة أشهر، وثمانية عشر يومًا، وحضر جنازته


(١) دليل مخطوطات السيوطي رقم (٨٩٧).
(٢) الكواكب السائرة (١/ ٢٢٨)، وشذرات الذهب (٨/ ٥٣).
(٣) يفسره لنا الطب الحديث بأنه: انسداد في الشريان.
المؤرخون في مصر (ص ٧٩).
(٤) ذيل الطبقات للشعراني (ق ٢٢)، والكواكب السائرة (١/ ٢٣١).
(٥) تاريخ مصر لابن إياس (٣/ ٦٣، ٤/ ٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>