للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي هريرة إنما صح لأنه قد روي من غير وجه" (١).

قال العراقي: "والمتابعة في هذا الحديث ليست لمحمد عن أبي سلمة بل لأبي سلمة عن أبي هريرة، فقد رواه عنه أيضًا (٢) الأعرج وسعيد المقبري وأبوه (وغيرهم) (٣) (٤).


(١) جامع الترمذي (كتاب الطهارة/ باب ما جاء في السواك - ١/ ٣٤).
قلت: قول الترمذي: "إنما صح لأنه قد روي من غير وجه". هذا الإطلاق فيه نظر؛ لأنَّ الحديث ورد من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وهو حديث صحيح لذاته من هذا الطريق مخرج عند الشيخين، وأما الحديث من طريق محمد بن عمرو فهو حسن لذاته صحيح لغيره لمجيئه من غير وجه.
وانظر: فتح الباقي (١/ ٩٤/ سطر ٤، ٥) وما سيأتي من كلام البقاعي.
(٢) وفي (ب): أيضًا عنه.
(٣) من السيوطي، وفي الأصل ذكر أسماء عديدة.
(٤) التبصرة والتذكرة (١/ ٩٣، ٩٤)، والحديث صحيح رواه البخاري في (كتاب الجمعة - باب السواك يوم الجمعة - ٢/ ٣٧٤)، ومسلم في (كتاب الطهارة - باب السواك - ١/ ٢٢٠/ رقم ٤٢) كلاهما من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.
ولصحة الحديث ووجوده في صحيح البخاري ومسلم اعترض البقاعي على ابن الصلاح وعلى العراقي تمثيلهما بحديث "لولا أن أشق".
فقال: ". . . فإنّ الحديث نفسه صحيح متفق عليه، وإنما كان ينبغي التمثيل بحسن مساوٍ له في مرتبة الحسن سواء كان الحسن لذاته أو لغيره فيفهم منه استفادة تصحيح الحديث إذا توبع بأحسن منه. . . "
انظر: النكت الوفية (ق ٧١/ أ).
قلت: ويصلح مثالًا جريًا على اعتراض البقاعي هذا، حديث عثمان بن عفان "وأَنَّ =

<<  <  ج: ص:  >  >>