للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأمر الثاني: الرجوع إلى هذا القرآن]

كم هي المصاحف في المساجد التي قد اغبرت؟ وينطبق علينا قول الله على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} [الفرقان:٣٠] كم هو القرآن الذي يدوي في بيوتنا كدوي النحل؟ كم هي البيوت التي مزمار الشيطان يدوي فيها؟ قلما يوجد بيت مسلم إلا ومزمار الشيطان يدوي فيه، وبعض الناس إذا سمع القرآن في بيت عجب منهم أميت لهم؟! أم كيف يصبرون ويتحملون سماع القرآن طيلة الوقت؟! سبحان ربي! كيف كانت بيوت الصحابة؟ كانت بيوتهم يدوي القرآن فيها كدوي النحل، كانوا يسمعون آيات الله آناء الليل وأطراف النهار، فكلما سمعوا آية تعلقوا بربهم، واستشعروا بعقيدتهم وتمسكوا بها.

ثم نقول كذلك: ما تأثير هذا الفهم أصلاً على سلوكنا؟ فنريد أن تُدرس العقيدة لا لأجل أن يختبر فيها في آخر الفصل، ولا لأجل أن يحصل عليها درجات، ولا لأن يحمل شهادة، بل تدرس العقيدة لينطلق الإنسان بسلوكه في الحياة، إن المسلم إذا درس الكيمياء، أو الفيزياء، أو الرياضيات، ما منا أحد إذا علم معادلة ازداد إيماناً وخشوعاً وتقوى وصلى لله ركعتين، لكنني إذا ارتبطت بربٍ يقول للشيء كن فيكون، تمسكت حق التمسك، وعلمت بأن هذا يزيدني إيماناً وصلاحاً وتقوى.

<<  <  ج: ص:  >  >>