للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم مشاهدة المباريات في التلفاز]

السؤال

ما حكم مشاهدة المباريات في التلفاز؟ أجاب على السؤال: الشيخ: عبد الله المصلح

الجواب

الحقيقة يا إخوتي! وسائل الرأي العام بشكل عام التي هي الإذاعة والصحافة والتلفاز والسينما والمسرح هذه وسائل وأنا في تقديري أنه يجب على المسلمين أن يتنبهوا لهذا السلاح الخطير، والله إنه لسلاح فتاك خطيرٌ خطير! إذا كان في مقدور أي مسلم أن يغزو هذه الأجهزة -دعك من أن يغزو- أن يشارك وأن يساهم فيها فليفعل إنها تؤثر أثراً غير عادي شئت أنا أم أبيت، شئتم أنتم أم أبيتم، هي التي تصنع الرأي العام، هي التي تصنع في الناس أفعالاً غير عادية، ولو جئت إلى الناس لتتحدث عن همومهم، ولتقترب من أفهامهم، ولتنخل مقدار ثقافتهم في الجملة لرأيت من يصنعها في وسائل الرأي العام، دع أولئك الذين مَنَّ الله عليهم فاتصلوا بهذا التراث العظيم الذي لنا، كتاباً وسنة، فقهاً وتاريخاً، نحواً وصرفاً، بلاغةً ونقداً، تفسيراً وأصولاً، هؤلاء الذين مَنَّ الله عليهم، فبدءوا يرتووا من هذا المنهل المبارك كم عددهم؟ وما أثرهم؟ القضية ليست سهلة، أقول: هذه وسائل إن استطاع المسلمون أن يتحكموا فيها وأن يكونوا من روادها فليفعلوا، وإن لم يستطيعوا فهذه قضية أخرى، وبالمناسبة هذا الكلام الذي أقوله لكم هو محصلة نقاشٍ بيني وبين شيخنا الشيخ: عبد العزيز بن باز وفقه الله عز وجل، يبدأ بعد ذلك مسألة التلفاز.

أقول: لن نستطيع أن نحرم ما فيه من الحلال، فمسألة التحريم ليست سهلة، لو جاءني رجل وقال لي: هل مشاهدتي للأخبار في التلفاز، هذا بصرف النظر عن كونه في بيته أو في بيت جاره أو موقعٍ معين، أنا أتحدث الآن عن مجرد المشاهدة للأخبار هل لو شاهدتُ الأخبار في التلفاز أكون آثماً؟ أقول له: لا.

لأن أفعال العباد التي يفعلها الإنسان لكل فعلٍ منها خطاب لله عز وجل، يفيد ذلك الخطاب أو التوجيه إما بالوجوب، وإما بالندب، وإما بالإباحة، وإما بالكراهة، وإما بالتحريم، فلو جاء لي وقال لي: هل مشاهدة الأخبار في التلفاز حكم الله فيها حرام؟ أقول له: ليس حراماً، ومن أفتاه بالحرمة احتاج إلى دليل، هذه واحدة.

يترتب على هذا القول -يا إخواني- كل ما في التلفاز من الحلال، ندوة شرعية، ألقاها مجموعة من العلماء، لو جاءني رجل وسألني بصرف النظر عن أن تقول لي: هل أدخل التلفاز من أجلها؟ هذه مسائل أخرى أنا أناقش قضية رجل يسألني عن حكم الله عز وجل في مشاهدة الأخبار، في مشاهدة الندوات الشرعية، مشاهدة بعض الحلقات والمسلسلات العلمية، ليس مسلسلات التمثيل؛ لأنه ينطبع في أذهان الناس "مسلسلات" قال: تمثيلية، لا برنامج تعليمي علمي معين ليس حراماً.

ويندرج بعد ذلك هناك مسألة لو أن رجلاً شاهد مباراة فهل يجوز ذلك أم أنه حرام؟ أريد أن نرى حكم الله فيها، نقول: إذا شاهدت هذه المباريات وكان الذين تشاهدهم قد ستروا عوراتهم -والعورة كما هو معروف من السرة إلى الركبة- فإن الأصل فيها الإباحة، لا نقول لك: إنك قد فعلت أمراً محرماً، إذ لو كان محرماً لعدت في هذه الحالة آثماً، يبقى بعد ذلك قل لي: لا.

يقول: بعضهم ما يستر الفخذ وإنما يستر نصفه، نقول: إن عورة الفخذ في الحقيقة فيها كلامٌ لأهل العلم، ولهذا ملخص كلامهم بعد الأدلة، النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل عليه أبو بكر وكان كاشفاً لفخذه ودخل عليه عمر وكان كاشفاً لفخذه، فلما دخل عليه عثمان غطاه فسألوه: (لِمَ يا رسول الله! غطيت فخذيك يوم أن دخل عثمان؟ قال: ألا أستحي من رجلٍ تستحي منه الملائكة؟) هذا حديث، الحديث الآخر يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: (غط فخذك فإن الفخذ عورة) الجمع بينهما عند الفقهاء والعلماء أن عورة الفخذ تنقسم إلى قسمين: عورةٌ مغلظة وتبدأ من منتصف الفخذ فما فوق، وعورة مخففة وتبدأ من منتصف الفخذ إلى عين الركبة، وإن كان بعض العلماء قد قال: والركبة لا تدخل في العورة.

على أي حال أقول: إذا شاهد الإنسان هذه المباراة لا أستطيع أن أقول له: إنها حرام.

<<  <  ج: ص:  >  >>