للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كيفية تعامل الشخص مع كبير السن من أقاربه]

السؤال

لدينا عجوز في البيت وهي جدتي (أم أبي) وصارت في آخر عمرها تتهمنا بالسرقة وتسبنا دائماً حينما نخرج وحينما ندخل، وليس على لسانها إلا السب والشتم والاتهامات بالسرقة، فما رأيك في قضية معاملتها؟

الجواب

ماذا تريدني أن أقول؟ اضربها! جدتك أم أبيك، هذه والدتك وعليك أن تبرها، وأن تحسن إليها، وأن تدعو لها، وأن تهدي لها، وأن تخدمها وأن تصبر على كل ما يأتي منها من أذى، وأنا واثق أنك إذا صرت طيباً عندها فلن تعود تتهمك بالسرقة، لكن ربما هي لا تعد نقودها، أو ربما أنك كنت أنت أو بعض إخوانك في حياتكم الأولى مقصرون، وهي ما عرفت أنك مؤمن وطيب، فتتهمك بحكم أنها تفقد النقود، أو أنها لا ترى النقود في الحقيبة أو في الدولاب، فمن تتهم؟ تتهم الهواء، ما دخل البيت أحد إلا أنت وإخوانك، فإذا تكلمت عليك اعذرها، ولأن الكبير في السن النقود هذه قد دخلت في قلوبهم؛ لأنهم قد عاشوا في أوقات فقر، فإذا كان مع الواحد منهم شيء لا يريد أن يضيع الريال، يخرج الريال وكأن روحه تخرج معه، فإذا رأى الريال يذهب بدون أن يشتري به شيئاً يغضب جداً، فأولاً: ابحث عن أسباب السرقة، إن كنت أنت -وأرجو الله ألا تكون لأنك طيب إن شاء الله- لكن ربما شخص من إخوانك أو أمك، اذهب إلى الجدة، وقل: يا والدة النقود هذه التي تقولين: إننا نأخذها أين تضعيها؟ فإذا قالت: يا ولدي هنا، قل: هاتيها نضعها في دولاب ونغلقها بقفل ونعطيكِ القفل، وثق تماماً أنها إذا فقدت شيئاً، فلن تتهم أحداً بالسرقة، وأيضاً إذا دخلت فقبلها في رأسها، وقل: كيف حالك يا والدة؟ وأحسن الله خاتمتك، ولماذا أنت اليوم حزينة؟ ويتكلم معها، ويقول: ما رأيك بأن أعطيك هذا الحديث، أو هذه القصة؟ أعطها حتى تحبك، لكن بعض الناس إذا كبرت أمه أو جدته؛ عزلها في غرفة ولا يسمر معها، فإذا جاءوا يسمرون، قالوا: قومي نامي الله يحسن خاتمتك، هي تريد أن تسمر مسكينة، وبعض الناس يضيقون؛ لأن بعض النساء العجائز إذا كانت في المجلس سمعها خفيف وتسمعهم يتحدثون ويضحكون، فتقوم هي تريد تشارك في الجو، فتقول: ماذا تقولون؟ فيقولون: هذا كلام لا يهمكِ، فيأتي في قلبها، لا.

انتبه! يجب أن تأتي إليها وتخبرها بالكلام الصحيح، ولا تحتقرها أو تتجاهلها، ولا تلغي رأيها، لأنه يقع في قلبها وتتحسر؛ لأنها تعيش في مرحلة الضعف والهرم، وأنت ستمر بهذه المرحلة بعد ذلك، ويسلط الله عليك أولاداً أسوأ منك، لكن إذا أنت راعيت أباك وأمك وجدك وجدتك؛ يصير الله لك ولداً صالحاً، ويصير الله لك أولاداً صالحين فمثلما كنت تبر آباءك يبرك أبناؤك (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم) وكما تدين تدان، ومن وفّى وُفيَّ له، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين، لهم ويل -والعياذ بالله- انتبه! لا تحاول أن تلغي أمك أو جدتك ولا تحترمها ولا تقدرها، لا.

وإذا رأتك طيباً ستدعو لك كلما دخلت قالت: الله يوفقك، الله يحفظك، الله يردك سالماً، لكن تراك وإخوانك تسرقون النقود ولا تهابون منها، فماذا تريد منها؟! تدعو لك؟! لا تملك إلا أن تدعو عليك.

<<  <  ج: ص:  >  >>