للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم إعطاء المدرس للطالب نتيجته قبل موعدها المحدد]

السؤال

أرجو توضيح هذا السؤال: هناك صديق لي انتهى من الاختبارات في الفصل الأول وقد كانت لديه مادة خاف فيها من الرسوب بحيث أنه يريد أن يتوسط ببعض المدرسين لأخذ النتيجة قبل موعدها الذي قد قرره مدير المدرسة، فهل هذا العمل يرضي الله، علماً بأن هذا الشخص كثير الهموم، وكل طالب يريد الحصول على نتيجته ما معه إلا الواسطة أو الصبر، أرجو من الله ثم منكم توضيح هذا السؤال مع أني نصحته بالصبر والتوكل على الله، وعدم الواسطة فيما لا فائدة فيه، فإنه قد تؤدي إلى سمعة مشوهة للإسلام؛ لأنه ملتزم؟

الجواب

أولاً: إذا خفت من مادة من المواد أنك ترسب فيها، هذه قاعدة لك كطالب؛ لأني مررت بهذه المراحل، فما ينبغي لك أنك تفكر في المادة التي أنهيتها وقدمت ورقتها، فلا تخرج إلى الخارج وتهتم؛ فإنه ليس معك إلا ما قدمت، لا ينفعك أنك تعرف ما معك، إنما تركز على المادة التي تختبر فيها غداً، تلك ذهبت والآن انتبه للمادة الجديدة، وبعدما تكمل الامتحانات لا تستعجل النتائج لتعرف هل أنت ناجح أم غير ناجح، ولا تذهب إلى أحد تبحث عن واسطة؛ لأنك إن ذهبت إلى واحد لإخراج النتيجة من الكنترول، أو غرفة النظام والمراقبة قبل الموعد الرسمي، أولاً: سببت خلخلة في النظام، ثانياً: جعلت هذا المدرس خائناً؛ لأنه مؤتمن، المدير يقول للمدرسين: هذه غرفة سرية ولا يدخلها إلا المدرسون الطيبون المؤتمنون، ولا يمكن أن تخرج النتيجة لأي طالب حتى لو كان ولدك، فإذا أتيت إليه تقول: طال عمرك أنا أريد أن أذهب إلى العمرة أريد أن أطمئن، والله إني خائف من تلك المادة، وبعد ذلك يذهب ويرى نتيجتك، ثم أتى وقال لك، بعضهم يعطيك إشارة فقط يقول لك كذا، أي: ناجح، هذا سببت له أنه خان مهمته وأفشى سراً من الأسرار التي لا ينبغي إفشاؤها، ولماذا تستعجل؟ ليس هناك داعي إلى أن تستعجل، انتظر وليس معك إلا ما معك، والله إن كانت جيدة فهي جيدة في صباح ذلك اليوم، وإن كانت غير جيدة فدعها تأتي، أما أن تستعجلها قبل الناس فلا، واجتهد من أول السنة حتى لا تقعد تتوسط، كن رجلاً من أول السنة، إذا أتيت في آخر السنة تجيب على ورقة الأسئلة من أولها إلى آخرها، بعض الشباب إذا أعطوه الأسئلة، فما هي إلا لحظات ويأتيك يندفع مثل السيل، ومثل البحر يموج بالأوراق الأولى والثانية والثالثة إلى أن يكمل، وتفضل، وبعضهم من يوم أن تأتيه الورقة يجلس يفكر يريد أن يأتيه ملك من السماء، والله ليس معك إلا ما معك، من أين تريد أن يأتيك؟! هل سيوحى إليك؟! والله ما معك إلا الذي في رأسك.

<<  <  ج: ص:  >  >>