للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عبد الحميد كشك في الميزان]

السؤال

يقول بعض الناس: إن بعض أشرطة الشيخ عبد الحميد كشك لا يجوز استماعها؛ لأن فيها سب وشتم للناس؟

الجواب

لا.

لا نقول كلها، الشيخ عبد الحميد كشك عالم من علماء المسلمين، نسأل الله له التوفيق في الدنيا والآخرة، لكن له شطحات، فلا نوصي بسماعها كلها، ولا نوصي أيضاً بتركها كلها، ولكن نوصي بالحذر من بعضها، فعنده شطحات نبه إليها العلماء، وسمعتها والله بأذني وهي شطحات شركية، فيها دعاء للنبي صلى الله عليه وسلم، وتوسل وترديد للأبيات الخبيثة التي قالها صاحب البردة يقول فيها:

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم

إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي إلى النجاة فقل يا زلة القدم

وماذا بقي لربي؟ يقول: مالي من ألوذ به سواك، لمن هذا؟ للرسول صلى الله عليه وسلم، لا إله إلا الله.

يقول:

وإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم

ضرتها: الآخرة.

فماذا بقي لربي؟! مادام من جود النبي الدنيا والآخرة، ومن علوم النبي علم اللوح والقلم، أجل ماذا بقي لله؟ ولا يجوز أن تسلب هذه من الله وتعطى لأحد، وأول من تبرأ من هذا الكلام هو رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تبرأ من رجل من الصحابة قال: (ما شاء الله وشئت، فقال صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وحده، أجعلتني لله نداً؟) وقال: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد الله ورسوله) إنما أنا عبد وليس رب، فهذه سمعتها أنا بأذني في بعض الأشرطة يرددها ترديداً يجرح في عقيدة الإنسان، فهذا مأخذ، ومأخذ آخر أنه يجمع الغث والسمين، والصحيح والضعيف، والموضوع من الأحاديث دون تمحيص، فطالب العلم الذي لا يعرف يعتقد هذا على أنه دين، وأكثره ليس بدين؛ لأنه ليس بدين إلا ما صح، أما الذي ليس بصحيح فليس بدين، نحن لسنا بحاجة أن نجمع كل ما هب ودب من أجل أن نقول للناس: هذا دين، لا، فيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غنية وكفاية إن شاء الله، فأنت كن حذراً وخاصة طالب العلم المتفقه، يعني: المتفقه هذا يسمعها ولا يهمه، لكن المبتدئ عليه منها خطورة إلا أن يستشير غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>