للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم تلحين الأذان]

السؤال

ما حكم التلحين في الأذان أو مد الصوت وقصره بطريقة غير الأذان المعهود؟

الجواب

لم يرد ضابط محدد عن كيفية أداء أذان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى نستطيع نأتي به ونقول: يا مؤذنين انتهوا عن هذا الكلام، إنما الذي ورد الأمر به بتزيين الصوت وتحسينه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم اختار بلالاً؛ لأنه كان ندي الصوت شجياً؛ ولأن الأذان داعي الله، والداعي يجب أن يكون بأحسن لهجة وبأحسن أسلوب، فإنك إذا ناديت شخصاً بصوت خشن وبصوت جلف لا يقبل منك، لكن إذا ناديته بصوت طيب يقبله منك، فأعظم شيء الأذان: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ} [فصلت:٣٣] لكن في حدود المعقول والعرف، أما أن يتجاوز المؤذن التلحين ويخرج فيه عن المألوف إلى أن يشبه به الأغاني، ويمططه ويلحنه، ويطلعه وينزله، ويجعل المدة من هنا إلى الخميس، بعضهم تطلع روحك وأنت تراقبه، فالمبالغة والتمطيط في الأذان ليست حسنة، ولا تقبله العقول.

أما إذا كان قصدك من التلحين اللحن، يعني: إعطاء الحرف غير حركته فهذا مخل ومفسد للأذان، والمؤذن يأثم يوم القيامة، مثل أن يقول: الله أكبُر، هل تعرف ما معنى أكبُر؟ أي: جمع كبُر والكبُر هو: الطبل، وكأنه يقول: إن الله مجموعة طبول- تعالى الله عما يقول- وبعضهم يقول: الله أكبااااار! وبعضهم يقول: الله وأكبر، فيعطف عليه واحداً اسمه أكبر، هذا كله لحن وغلط، وبعضهم يستفهم فيعمل همزة التسكين والاستفهام: (آلله أكبر) فكلها غلط، والصحيح أنك تحقق الهمزة وتفصل بينها وبين الكلمة: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر) هذا هو الأذان المعهود والذي تشرق له النفس (أشهد أن لا إله إلا الله) ليس هناك داعٍ إلى أن نزيد، بعض الناس لا ينبسط من الأذان إلا إذا كان ملحناً، فهذا يظن أن كل شيء أغاني، حتى القرآن فلا يسمعه إلا من أجل أن يتغنى به، أنا سمعت مرة في الإذاعة على مقرئ من المقرئين قد توفي رحمه الله، وإذا به يقول: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} [الحاقة:٣٠] وهم يقولون: الله! الله! والله ما عرفوا ما معنى (خذوه فغلوه) يعني: الله على هذا الأخذ وعلى هذا الغل، كأنه يقول: يا ربِّ خذني معهم يغلوني، ما عرف المعنى، إنما فقط من أجل اللهجة والنغمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>