للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم الذهاب للجهاد بدون رضا الوالدة]

السؤال

هل يجوز لي الجهاد ولي والدة وأنا أحد أولادها وأقوم على رعايتها، وهي غير موافقة على أن أذهب إلى للجهاد، ثم لا أستطيع الخروج إلا بتزوير ورقة، فما الحكم، علماً بأنني مصر على الجهاد في سبيل الله، فما هو الحكم؟

الجواب

ما دام لك والدة -يا أخي- وأنت أحد أولادها وتقوم على رعايتها، وهي غير موافقة، فعليك أن تبقى في رعايتها وطلباً لرضاها، وتأخذ المال الذي سوف تخرج به وترسله للإخوان المجاهدين، فإنهم الآن أحوج إلى المال من أي وقت مضى، وبشكل عجيب جداً؛ لأن المعركة الآن ضروس، والآن حديد يقابل حديداً، لكن حديد فاسد إن شاء الله يقابل حديداً مؤمناً، كان الجندي المجاهد يقابل روسياً ملحداً، يود أن يخرج وينصرف، الآن لا يوجد إلا جندي مؤمن أفغاني مع ملحد أفغاني، والأفغاني الملحد متمسك؛ لأنه على أرضه لا يريد يخرج، أين يذهب؟ فهو مستميت، والمؤمن مستميت، والغلبة -إن شاء الله- لأهل الإيمان، ولكن فيها نوع من الصعوبة، فلا بد الآن الذين كانوا يساهمون؛ لأن بعض الناس لما سمع أن روسيا خرجت برد في مد إخوانه المجاهدين، لا، بل زد؛ لأنهم الآن يقطفون ثمرات الجهاد إن شاء الله بإنزال آخر الضربات بهؤلاء الملاحدة إن شاء الله تبارك وتعالى، وأنت -يا أخي- أرسل بالفلوس التي معك إلى المجاهدين الأفغان، فإنك بإذن الله تجاهد بهذا المال؛ لأن (من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا) وما دام أن أمك غير راضية، والقضية فيها خلاف بين أهل العلم في حكم الجهاد الأفغاني هل هو فرض عين أو فرض كفاية على المسلمين؛ لأنه لو قيل بفرضية العين للزم كل المسلمين في كل الأرض أن يذهبوا وإلا أثموا، وبالتالي تخلو مواقعهم منهم، ويترتب على هذا مفسدة، ولم يقل بهذا أحد إلا بعض أهل العلم، ولكن الصحيح: أنه ليس فرضاً عينياً، ولكنه بالمال فرض عين، يجب أن تجاهد بمالك؛ لأنه في حدود إمكانك.

<<  <  ج: ص:  >  >>